24 ساعة-متابعة
أعلن المغرب عن تحول نوعي في الاستراتيجية الصناعية للمملكة، بعدما أعلن عن إنشاء مصنع لشركة “هيونداي روتيم” الكورية الجنوبية في مدينة بنجرير، إلى جانب وحدة إنتاج جديدة لشركة “ألستوم” الفرنسية في فاس، مخصصة لتصنيع كبائن القطارات الجهوية.
وأفادت التقارير أن المغرب لم يعد يكتفي باقتناء القطارات الجاهزة، بل انتقل إلى مرحلة الإنتاج المحلي، مدعوما بنقل التكنولوجيا والتكوين الصناعي، في خطوة تعكس طموح المملكة في تحقيق السيادة الصناعية وتعزيز موقعها كمحور إقليمي لصناعة القطارات في إفريقيا.
وحصلت “هيونداي روتيم” على عقد تاريخي من المكتب الوطني للسكك الحديدية، يتضمن تزويد المملكة بقطارات من طابقين بسرعة تصل إلى 160 كلم في الساعة، بالإضافة إلى إنشاء مصنع في بنجرير، بدعم من الحكومة الكورية التي تواكب المشروع من خلال قروض تفضيلية. ويقوم هذا النموذج الجديد على الإنتاج المحلي والتكوين والتصدير، بدل الاقتصار على العلاقات التجارية التقليدية.
وجاء هذا التحول في ظل تنافس قوي بين كبار المصنعين العالميين، من فرنسا وإسبانيا والصين، ما يدل على اختيار المغرب لشركاء قادرين على الاستجابة لشروطه الصناعية وتطلعاته التنموية.
من جانبها، عززت “ألستوم” حضورها بوحدة جديدة في فاس، في خطوة تكمّل التوجه المغربي نحو هيكلة صناعة سككية متكاملة. ويترجم هذا التقارب الفرنسي الكوري مع المملكة اهتمامًا دوليًا متزايدًا بسوق مغربي واعد، تمكن في أقل من عقدين من التحول من زبون إلى شريك صناعي حقيقي.
ويهدف المغرب من خلال هذا التوجه إلى تطوير سلسلة متكاملة تشمل الهندسة، والصيانة، والتكوين، والتصنيع المكمّل، مع أفق تصديري يمتد إلى القارة الإفريقية في أفق 2030. وتراهن المملكة على البنية التحتية المتقدمة، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، وشبكة القطارات الحديثة، والإصلاحات الاقتصادية، لتثبيت مكانتها كمركز إقليمي في هذا المجال.
ويتجاوز الرهان الجانب الصناعي ليشمل أبعادًا دبلوماسية وتقنية، إذ يندرج هذا التموقع ضمن رؤية شاملة لتعزيز حضور المملكة في القارة الإفريقية، والمساهمة في مشاريع الربط العابر للصحراء، والانتقال الطاقي في قطاع النقل، والتكامل اللوجستي الإقليمي.