24 ساعة-متابعة
أحرز المغرب إنجازا غير مسبوق في مجال التكنولوجيا المالية، بعد تتويج مصطفى بلخياط بلقب “بطل العالم في الذكاء الاصطناعي المطبق على تداول السلع”، خلال مؤتمر AIM 2025، أحد أبرز المحافل الدولية المخصصة للاستثمار والابتكار. ويُعد هذا التتويج الأول من نوعه لفرد مغربي وأفريقي في هذا المجال.
وجاء هذا الإنجاز ثمرة سنوات من البحث والتطوير في بناء نظام تداول يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث طوّر بلخياط وفريقه نموذجا فريدا قائما على تقنية “الاستشراف الآني” (Nowcasting)، مدعوما بخوارزميات التعلم المعزز، لقراءة الإشارات السوقية في الزمن الحقيقي.
وقال بلخياط: “نحن لا نحاول التنبؤ بالمستقبل، بل نلتقط اللحظة الأكثر دلالة، حيث توجد أقوى الفرص”.
أبرز ما يميز هذه التكنولوجيا، حسب بلخياط، هو جعلها متاحة لمؤسسات متوسطة الحجم، بعدما كانت هذه الأنظمة حكراً على صناديق التحوط والمؤسسات المالية الكبرى.
وأضاف: “صممنا حلا مرنا بواجهة استخدام بسيطة، موجهاً خصيصاً للصناديق السيادية، والمكاتب العائلية، والمتداولين المستقلين، حتى يتمكنوا من الاستفادة من تقنيات عالمية دون حواجز معقدة”.
وفي ظل تزايد المخاوف حول الذكاء الاصطناعي، أكد بلخياط أن نظامه لا يحل محل الإنسان، بل يعمل كـ”مساعد ذكي” يخفف من ضغط التحليل والخطأ، ويحافظ على دور الإنسان في اتخاذ القرار. وصرح قائلا: “الرؤية والاستراتيجية تبقى مسؤولية الإنسان، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي دعم التحليل وإزالة الإجهاد”.
قدم بلخياط عرضا مباشرا للنظام، أمام مئات المستثمرين الدوليين، حيث نفذ خوارزم النظام صفقة في سوق النفط الخام حققت ربحاً صافياً قدره 10 آلاف دولار خلال دقائق، ما أثار إعجاب الحاضرين الذين عبّروا عن ذلك بتصفيق حار.
في كلمته بعد التتويج، عبر بلخياط عن اعتزازه بانتمائه المغربي، داعيا إلى انخراط أوسع للقارة الإفريقية في الثورة الرقمية. وأوضح: “المغرب يثبت اليوم أنه قادر على منافسة وادي السيليكون في واحد من أصعب المجالات: الخوارزميات المالية”.
كما أشار إلى أن نظامه يعد أول منصة “فينتك” مقرها الإمارات تحصل على ترخيص رسمي من هيئة الأوراق المالية الأمريكية، وقد سبق أن فاز بمسابقة التداول العالمية لسوق CME سنة 2024.
وختم بلخياط مداخلته بدعوة صريحة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي: “القارة الإفريقية تزخر بالكفاءات. وعلى جامعاتنا أن تتجه إلى هذا المجال الواعد، لأنه قطاع استراتيجي ومربح، ويمكن أن يكون رافعة حقيقية للسيادة المالية”.