24 ساعة متابعة
وجّه الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في دورة 2025 من “ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، الذي انطلقت أعماله صباح الأحد 01 يونيو الجاري بمدينة مراكش، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية وممثلي المجتمع المدني من القارة وخارجها.
وشدد الملك محمد السادس، في رسالته التي تلاها المستشار أندري أزولاي، على أهمية التمويل كشرط أساسي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في إفريقيا، مؤكدا أن القارة مطالبة اليوم بتعبئة مواردها الداخلية، وتطوير نماذج تمويل مبتكرة، والاستفادة من التحويلات المالية للجاليات الإفريقية بدل الاتكال فقط على التمويلات الخارجية.
وسلط الملك محمد السادس الضوء على أربع ركائز أساسية لضمان إقلاع اقتصادي إفريقي حقيقي، تبدأ بتغيير نموذج التمويل، مرورا بإرساء بيئة مؤسساتية مشجعة على الاستثمار والشفافية، وتفعيل المبادلات البينية، وصولا إلى تثمين الموارد الطبيعية محليا عوض تصديرها خاما، مشيرا إلى أن إفريقيا تمتلك 40% من احتياطي العالم من المواد الأولية، و30% من المعادن الاستراتيجية.
واعتبر الملك محمد السادس أن التحديات التي تواجه القارة، رغم صعوبتها، تشكل فرصا للتغيير والابتكار، داعيا إلى خلق سلاسل قيمة داخلية وتعزيز التصنيع والتكامل الاقتصادي، بما يمكن من توفير مناصب الشغل وتحقيق الازدهار.
وأبرز الملك محمد السادس أن المغرب اختار، منذ سنوات، القيام بدور محفز للتعاون جنوب-جنوب، من خلال إطلاق مشاريع هيكلية كبرى على غرار خط أنبوب الغاز الأطلسي، والمبادرة الأطلسية لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، ومسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية.
كما أشار إلى دور المؤسسات المغربية في هذا المسار، مثل صندوق محمد السادس للاستثمار، الذي يُعد آلية لتعبئة التمويل ودعم المقاولات، والقطب المالي للدار البيضاء الذي بات مركزا إقليميا لجذب الاستثمارات نحو القارة.
وأكد الملك محمد السادس أن سد فجوة التمويل في إفريقيا يتطلب تضافر الجهود على المستويات الوطنية والدولية، وتخفيض تكاليف التمويلات على الدول الإفريقية، وتسهيل الولوج إلى القروض الميسرة، وتحسين تمثيلية القارة داخل النظام المالي العالمي.
ودعا الملك محمد السادس إلى جعل قضية تمويل التنمية في إفريقيا في صلب الأجندة الدولية، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية، الذي تحتضنه إشبيلية نهاية الشهر، يشكل فرصة لإسماع صوت إفريقيا والمطالبة بحلول ملموسة لتحديات التمويل.
وختم الملك محمد السادس رسالته بالتأكيد على التزام المملكة الراسخ بمواصلة العمل من أجل قارة إفريقية صاعدة، من خلال تعبئة الموارد وتقوية الشراكات واعتماد تمويل تضامني وفعال، انسجاما مع رؤية المغرب للتعاون جنوب-جنوب.