الرباط-عماد المجدوبي
قال خالد الأعيسر، وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة الحكومة السودانية، إن العلاقات الأخوية التي تربط بين المغرب والسودان، يحكمها سياق العلاقة العربية السودانية ”المميزة”، التي لم تشهد على مر التاريخ أي نوع من التجاذب أو السجال أو التنافر، وهو ما يميز علاقة السودان بالمغرب أيضا.
وأوضح الوزير السوداني، خلال لقاء صحافي على هامش مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي المقام بالمغرب، اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025، أن هناك العديد من الأواصر والترابط بين البلدين، مضيفا: ”نحن في السودان لدينا مكونات متعددة الأعراق والخلفيات الجغرافية، ولدينا حضور كبير للجالية المغربية في السودان، وهم مكون أساسي في الملمح السوداني العام، ونشعر بأننا جزء من دولة المغرب”.
بعد ذلك عرج المتحدث نفسه للحديث عن الأزمة السودانية الراهنة، وشدد على أنها ”حرب أجندات تتصل برغبات دولية وإقليمية”، رغبة في ”الاستفراد بموارد الأمة السودانية”.
وأضاف الأعيسر أن ما يجري في السودان ”ليست حرب قبائل” كما تريد بعض وسائل الأعلام أن تصورها، كما أنها ”ليست حرب أهلية”، مبرزا أنها ”حرب للحفاظ على كينونة الدولة السودانية من التدخلات الخارجية”.
وقال إن السودان ”تعول على امتدادها العربي كي تقف مع السودان في هذه الأزمة العاصفة”، مؤكدا أن السودان ‘‘دولة زاخرة بالموارد ويتمتع قدرات زراعية واقتصادية مهولة تسيل لعاب دول”.
وأضاف أن هذه الدول ”ظلت تستهدف السودان منذ سنوات خلت عبر مداخيل مختلفة”، مبرزا أن بلاده ظل تحت طائلة الحصار الدولي لأزيد من ثلاث عقود دفع خلالها الشعب السوداني ثمنا باهظا، و ”لكن عندما تحطمت كل هذه الأحلام التي أراد الغرب أن يحققها في السودان، أرادوا أن يحولوا بعض أبناء جلدتنا مطية لتمرير هذه الأجندات”.
وأوضح الوزير أن السودان عاش حالة من التغيير السياسي بعد ثورات، سيطر بعدها موالون لأجندات خارجية على مقاليد السلطة لـ ”تحقيق رغباته”، تولى فيها ”المتمرد الكبير”، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منصبا كبيرا في الدولة ”دون وجه حق”، وسيطر على موارد الدولة، و”كان أكبر مصدر للذهب وأكبر مورد للسلع الاستهلاكية”، ووقع ”تحالف سري” بينه وبين دول في الإقليم، لكي تسيطر على موارد الدولة السودانية.
وقال إن حميدتي استعان بالعديد من ”المرتزقة”، لكن إرادة الشعب السوداني كسرت خططه، عبر دعم المؤسسة العسكرية، التي حققت انتصارات في كل الأصعدة و تتمدد في كل ساعة، وفق تعبيره.
وأوضح أن الحرب الأهلية في السودان خلفت أكثر من 20 مليون مُهجر سوداني، لافتا إلى أن الأزمة السودانية أحد أكبر الأزمات التي يشهدها العالم حاليا.
وأكد أن السودان تعول على المغرب، وبشكل أخص وسائل الإعلامية المغربية حتى ”تدمير” المخطط الذي قال إنه يستهدف السودان، بحكم أن وسائل الإعلام الدولية وحتى العربية لم تسلط الضوء بما يكفي على ما يجري في السودان، داعيا وزراء الثقافة العرب أن يدعموا ”المشروع السوداني بالفهم الذي يجب أن يصل إلى كل المجتمعات العربية”.