24ساعة-عبد الرحيم زياد
تسعى الهند إلى تعزيز نفوذها في سوق الأسلحة العالمية من خلال استراتيجية طموحة. ترتكز على تقديم قروض ميسرة لدول ذات قدرات مالية محدودة أو تواجه مخاطر سياسية مرتفعة.
وفقًا لتقرير حصري نشرته وكالة رويترز. هذه الخطوة. التي تستهدف بشكل خاص دولًا كانت تعتمد تاريخيًا على روسيا لتلبية احتياجاتها العسكرية، مثل المغرب وبعض الدول الصديقة. تعكس رؤية الحكومة الهندية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتحويل الهند إلى قوة صناعية دفاعية رائدة.
آليات التنفيذ: دور بنك التصدير والاستيراد
في إطار هذه الاستراتيجية، عززت الحكومة الهندية دور بنك التصدير والاستيراد الهندي (EXIM). وهو مؤسسة مالية عامة، بتكليفه بمهمة توسيع نطاق التمويل طويل الأجل وبأسعار فائدة منخفضة لدعم تصدير الأسلحة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، يهدف هذا النهج إلى تسهيل وصول الدول ذات الإمكانيات المالية المحدودة إلى الأسلحة الهندية، مما يعزز القدرة التنافسية للصناعات الدفاعية الهندية في الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم الهند زيادة عدد الملحقين العسكريين في سفاراتها وقنصلياتها، بهدف تعزيز التواصل مع الحكومات الأجنبية وتسهيل المفاوضات التعاقدية. هذه الخطوة تستهدف بشكل خاص الدول التي كانت تعتمد على المعدات العسكرية الروسية، والتي تواجه الآن تحديات في تأمين إمداداتها بسبب تركيز روسيا الصناعي على الحرب في أوكرانيا.
السياق الجيوسياسي: فرصة للهند
أدى النزاع الروسي-الأوكراني، الذي اندلع في فبراير 2022. إلى تعطيل سلاسل التوريد العسكرية الروسية. حيث باتت معظم الموارد موجهة لدعم الجهود الحربية في أوكرانيا. في الوقت نفسه. أعيد توجيه الأسلحة الغربية نحو دعم كييف، مما خلق فراغًا في السوق استغلته الهند بذكاء. وبفضل خبرتها في دمج التقنيات الغربية والروسية وتكييفها لتلبية احتياجاتها. برزت الهند كبديل جذاب للدول في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك المغرب.
تطور الصناعات الدفاعية الهندية
تشهد الصناعات الدفاعية الهندية تطورًا ملحوظًا، حيث باتت الشركات الخاصة قادرة على إنتاج معدات متطورة تشمل الذخائر الدقيقة، والطائرات الخفيفة، والأنظمة البحرية. ورغم أن بعض العقود لا تزال تواجه عقبات بسبب نقص الخبرة التشغيلية الدولية. تعمل الهند على تعزيز تنافسية منتجاتها من خلال تقديم أسعار مناسبة وتقنيات متقدمة.
وقد أكد وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، هذا التوجه بالقول: “إن الهند تسير بخطى ثابتة نحو توسيع صادراتها الدفاعية”. مشيرًا إلى أن هذا التحول يمثل لحظة تاريخية في مسار الصناعة الهندية بعد الاستقلال.
آفاق وتحديات
يأتي هذا التحول الاستراتيجي في وقت تشهد فيه الأسواق العسكرية العالمية. إعادة تشكيل للتحالفات التقليدية، حيث تسعى العديد من الدول إلى تنويع مصادر إمداداتها العسكرية لمواجهة حالة عدم اليقين المتزايدة. ومع ذلك، تواجه الهند تحديات مثل بناء سمعة دولية قوية لمنتجاتها. والتغلب على المنافسة من القوى الصناعية الدفاعية الراسخة.
في الختام، تمثل استراتيجية الهند لتعزيز صادراتها الدفاعية خطوة جريئة نحو ترسيخ مكانتها كقوة عالمية في الصناعة العسكرية. ومع استمرار التحولات الجيوسياسية، يبدو أن الهند في طريقها لإعادة تعريف دورها في سوق الأسلحة العالمي، مستفيدة من مزيج فريد من التكنولوجيا، والتكلفة التنافسية، والدبلوماسية النشطة.