أنس سعدون*
يتواصل معي العديد من الزملاء الطلبة والباحثين لطلب بعض النصائح للاعداد الجيد لمباراة الولوج الى المعهد العالي للقضاء .
ويطرح العديد منهم أسئلة في مواقع التواصل الاجتماعي حول الوقت الكافي للاعداد الجيد لهذه المباراة، كما يتساءل بعضهم هل فعلا هناك مدة محددة يمكن اعتبارها كافية لاجتياز مباراة في حجم وأهمية مباراة الولوج الى المعهد العالي للقضاء؟
في نظري المتواضع أعتقد أن العبرة ليست بحجم الوقت المخصص للاعداد للمباراة، وانما بحجم التركيز وطريقة الاعداد..
فعلى سبيل المثال، ينبغي ان يميز الطالب بين المواد المخصصة للاختبارات الكتابية، وتلك المخصصة للاختبارات الشفوية، ويعط كامل الاهتمام خلال الفترة الأولى للمواد المخصصة للكتابي ويتعلق الأمر أساسا بالقانون المدني، والمادة الإختيارية وهي اما قانون الاسرة او التجاري أو الجنائي، دون اغفال الاطلاع على بعض المواضيع العامة والترجمة، وبعد اجتياز الاختبار الكتابي بحول الله، عليه أن يشرع فورا في الاعداد الجيد للاختبار الشفوي دون انتظار نتيجة الاختبار، بالتركيز على المسطرتين المدنية والجنائية، ثم المادة الاختيارية الثانية، مع تخصيص حيز يومي للاطلاع على بعض المواضيع العامة والترجمة.
وخلال عملية الاعداد للمباراة الكتابية والشفوية يتعين على الطالب أن يركز على موقف القانون المغربي دون ان يشتت انتباهه وتركيزه بباقي القوانين المقارنة، او على الاراء والخلافات والمدارس الفقهية او التطور التاريخي ، لان الاختبار يكون أساسا في القانون المغربي حسبما يتبين في تاريخ الأسئلة التي طرحت خلال المباراة في الاعوام السابقة، سيما وأن الأمر يتعلق أساسا بمباراة للتوظيف وليس باختبار لاجتياز شعب الدراسات العليا المعمقة كما أن نوعية الشهادة المطلوبة أساسا هي شهادة الاجازة..
وأفضل طريقة للاعداد في نظري هي الاعتماد أساسا على الكود أي على المدونات القانونية، والاستئناس ببعض الكتب التي تشرح هذه المدونات خاصة بعض المواد أو الفصول التي يستعصي فهمها.
للإشارة النجاح لا يتوقف فقط عند الاستعداد الفكري
بل ان الاستعداد النفسي يعتبر جزء لا يتجزأ من هذه المباراة..
وكذلك قراءة السؤال بشكل جيد يوم الاختبار دون تسرع.. ففهم السؤال نصف الجواب…
وفي الأخير يتعين على الطلبة والمرشحين الحذر من الاطناب والحشو والخروج على الموضوع، فالعبرة ليس بحجم وكمية الاوراق التي قمتم بتحريرها، وانما العبرة بمدى التمكن من الاجابة على السؤال، فكلما كانت الإجابة مركزة وواضحة كلما كان ذلك افضل..
والله ولي التوفيق …
* عضو مؤسس لنادي قضاة المغرب
