24 ساعة-أسماء خيندوف
في خطوة استراتيجية تعكس الثقة الملكية في الكفاءات النسائية المغربية، عينت نزهة حيات مديرة عامة لصندوق محمد السادس للاستثمار، خلفا لمحمد بنشعبون الذي عين على رأس إدارة شركة إتصالات المغرب في فبراير الماضي، وذلك خلال المجلس الوزاري المنعقد يوم الإثنين 12 ماي الجاري برئاسة الملك محمد السادس.
من وول ستريت إلى قمة التنظيم المالي المغربي
بدأت نزهة حيات مسيرتها المهنية في عالم المال والأعمال من نيويورك، حيث اشتغلت في بورصة “وول ستريت”، قبل أن تعود إلى المغرب لتخوض تجربة طويلة في القطاع البنكي، وخصوصا داخل مجموعة “بنك أفريقيا”، ثم في شركة “Sogébourse”، إحدى أذرع السوق المالية بالمغرب.
ويعد التحول الأبرز في مسارها، حين عينها الملك محمد السادس سنة 2016 رئيسة للهيئة المغربية لسوق الرساميل، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.
مسار مهني حافل في خدمة الأسواق المالية
تعتبر نزهة حيات من أبرز الشخصيات في مجال التنظيم المالي بالمغرب. وقد شغلت منذ عام 2016 منصب رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل، حيث قادت جهود تحديث وتطوير البنية القانونية والتنظيمية للأسواق المالية، معززة الشفافية وجاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين.
كما ساهمت في إطلاق مبادرات لتعزيز الثقافة المالية، وتطوير أدوات التمويل المستدام، وتوسيع قاعدة المستثمرين، مما جعل الهيئة تحت قيادتها نموذجا في الحوكمة المالية على المستوى الإقليمي.
وفي عهدها، ارتفعت جاذبية السوق المغربية، وانخرطت في تحالفات إقليمية ودولية لتعزيز تنافسية بورصة الدار البيضاء، ما أهل المغرب للعب دور ريادي في إفريقيا.
تحديات جديدة في قيادة صندوق استثماري سيادي
تجد نزهة حيات نفسها أمام تحد جديد يتمثل في قيادة صندوق محمد السادس للاستثمار، الذي أنشئ برؤية ملكية لتعزيز المشاريع الاستراتيجية في البنيات التحتية، الصناعة، الفلاحة، والابتكار. ولعل تجربتها الطويلة في ميدان تعبئة الموارد والاستثمار ستكون عاملا حاسما في إنجاح هذه المهمة.
يعد صندوق محمد السادس للاستثمار أداة رئيسية لتنفيذ السياسات التنموية الكبرى، حيث يهدف إلى تمويل المشاريع الاستراتيجية في مجالات البنية التحتية، الصناعة، الابتكار، والاقتصاد الأخضر.
وتأتي هذه التعيينات في سياق دينامية إصلاحية ملكية، تهدف إلى تعزيز فعالية المؤسسات العمومية، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود.