إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الخامسة عشر
لم يعد التحكيم في كرة القدم حكرا على الرجال، فقد استطاعت المغربية بشرى كربوبي أن تخترق هذا المجال باقتدار، لتصبح واحدة من أبرز الحكام في إفريقيا والعالم العربي، محققة إنجازات غير مسبوقة جعلت اسمها يُدوَّن بأحرف من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة.
بشرى كربوبي المنحدرة من دوار “ولاد اسحاق” جماعة ” تيزي وسلي” في إقليم تازة، وُلدت عام 1987، وبدأت مسيرتها في عالم التحكيم سنة 2001، حيث أشرفت على إدارة مباريات الفئات السنية، قبل أن تحصل على الاعتماد الرسمي كحكمة عام 2008 وهي في سن 19 عاما، بفضل اجتهادها وإصرارها، حصلت على الشارة الدولية سنة 2016، لتفتح أمامها أبواب البطولات القارية والدولية.
شاركت كربوبي في كأس إفريقيا للسيدات 2018 بغانا، ثم سجلت اسمها في تاريخ التحكيم المغربي عندما أصبحت أول امرأة تدير نهائي كأس العرش عام 2020 بين الجيش الملكي والمغرب التطواني. كما اختيرت ضمن قائمة الحكام الذين أداروا مباريات كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، لتواصل مسيرتها المتميزة على الساحة الدولية.
في نسخة كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، حققت كربوبي إنجازا تاريخيا، حيث أصبحت أول حكمة عربية وإفريقية تقود مباراة في البطولة، بعدما أسندت إليها مواجهة غينيا بيساو ونيجيريا في دور المجموعات، ولم يتوقف تألقها عند هذا الحد، بل اختيرت أيضا كحكمة رابعة في المباراة النهائية بين كوت ديفوار ونيجيريا، مما يؤكد ثقة الاتحاد الإفريقي في قدراتها العالية.
بعيدا عن الملاعب، تعمل بشرى كربوبي في سلك الأمن الوطني برتبة مفتش ممتاز، كما أنها أم لطفلة، ما يجعلها نموذجا للمرأة القوية القادرة على تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية.
في يناير 2024، حصدت كربوبي جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي كأفضل حكم عربي، وهو تكريم مستحق لمسيرتها المتميزة وإنجازاتها الرائدة في عالم التحكيم.
بفضل عزيمتها وإصرارها، أصبحت بشرى كربوبي نموذجا يُحتذى به للمرأة العربية والإفريقية في مجال التحكيم، مؤكدة أن الاجتهاد والعمل الجاد هما السبيل لتحقيق النجاح في أي مجال، حتى لو كان مليئا بالتحديات والصعوبات.