الدار البيضاء-أسماء خيندوف
وصل وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان أمس السبت إلى المغرب في زيارة عمل تستمر 48 ساعة، على أن تبدأ الزيارة الرسمية يوم الاثنين 10 مارس 2025. وتركز الزيارة على تعزيز الشراكة الفرنسية-المغربية في مجالات القضاء والأمن.
ومن المرتقب أن يجري دارمانان يوم غد الاثنين محادثات مع نظيره المغربي عبد اللطيف وهبي، كما سيجتمع مع الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، محمد عبد النباوي، وكذلك مع الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، حسن الداكي.
وفي هذا السياق، أكد محمد بودن، الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، أن زيارة وزير العدل الفرنسي للمغرب تمثل لحظة مهمة لتعزيز العلاقات المغربية-الفرنسية في المجال القضائي.
وشدد في تصريح لـ “24 ساعة” على أن: “هذه الزيارة تمثل دليلا على حرص البلدين على تعزيز التنسيق والتعاون في هذا المجال الحيوي، فضلا عن كونها محطة لتكريس الواقع الجديد الذي تشهده العلاقات الثنائية منذ زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة المغربية بدعوة من الملك محمد السادس”.
وأضاف أن: “العلاقات بين الرباط وباريس تشهد توالي لحظات بارزة ومكثفة في هذه المرحلة الجديدة، مشددا على أن الزيارة تحظى بأهمية خاصة في ظل السياق الذي يشهد زيارات متواصلة لعدد من المسؤولين الفرنسيين رفيعي المستوى إلى المغرب.
وأشار المتحدث إلى أن: ” هذه الزيارة تكتسب أهمية من حيث النتائج المتوقعة منها على صعيد التعاون القضائي والتقني، بالنظر للإطار الاتفاقي الغني بين البلدين في مجال سيادة القانون، والتقارب القائم في معايير المنظومة القانونية بينهما”.
وأوضح بودن أنه: ” يمكن اعتبار هذه الزيارة تتمة لاتفاقية التعاون القضائي بين البلدين، وكذلك تنفيذ الأحكام والترحيل المتبادل للمجرمين التي وقعها الطرفان سنة 1957، مما يجعلها أساسا للتعاون القانوني والقضائي بينهما”.
وتابع حديثه قائلا: ” أن زيارة وزير العدل الفرنسي إلى المملكة تمثل فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن المخاطر والتهديدات العابرة للحدود، والتي تتطلب تعزيز آليات التنسيق والتشاور وتبادل المعلومات، إضافة إلى كيفية تسخير التطور التكنولوجي والسيبراني لهذا الغرض، بالنظر للتجربة المغربية الرائدة في الفضاء الأورو-متوسطي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تعد الثالثة لأحد أعضاء الحكومة الفرنسية منذ الاعتراف الرسمي من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون بسيادة المغرب على صحرائه، بعد زيارات وزيرة الثقافة رشيدة داتي ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه.