الدار البيضاء-أسماء خيندوف
كشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) عن انخفاض كبير في واردات الأسلحة بإفريقيا بنسبة 44% بين الفترتين 2015-2019 و2020-2024، وهو التراجع الأكبر خلال الـ15 عامًا الماضية.
ويرجع هذا التراجع، وفق التقرير الصادر يوم الاثنين 10 مارس 2025، بشكل أساسي إلى انخفاض واردات المغرب بنسبة 26%، وتراجع واردات الجزائر بشكل حاد بنسبة 73%، رغم المنافسة بين البلدين في مجال التسلح. وفي المقابل، شهدت دول إفريقيا جنوب الصحراء ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 4.2% في واردات الأسلحة خلال الفترة نفسها.
المغرب.. انخفاض رغم الصفقات المستقبلية
احتل المغرب المرتبة 31 عالميًا في قائمة أكبر مستوردي الأسلحة بين 2015-2024، بينما جاءت الجزائر في المرتبة 21 عالميًا خلال الفترة ذاتها. وتصدرت الولايات المتحدة قائمة موردي السلاح للمغرب، تليها فرنسا وإسرائيل.
ورغم الانخفاض المسجل، أشار التقرير إلى أن واردات السلاح المغربي تضاعفت عشر مرات بين 2005 و2014 بنسبة 1164%، قبل أن تبدأ في التراجع لاحقًا. ومع ذلك، توقع المعهد أن تعرف واردات المغرب ارتفاعًا جديدًا في السنوات المقبلة، بناءً على صفقات عسكرية لم تُنفذ بعد.
وبدورها، سجلت الجزائر ذروة استيرادها للأسلحة بين 2015 و2019، قبل أن تنخفض بشكل حاد خلال الفترة 2020-2024. ويرجع التقرير هذا التراجع إلى عدة عوامل، من بينها تغير استراتيجيات الدفاع الجزائرية، وتراجع الشراكات مع الموردين الرئيسيين، إلى جانب تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا، المورد الأول للأسلحة للجزائر، بسبب حربها في أوكرانيا.
مصادر السلاح في إفريقيا.. روسيا تتصدر
استمرت إفريقيا في تنويع مصادر أسلحتها خلال الفترة 2020-2024، حيث جاءت روسيا في الصدارة بنسبة 21%، تليها الصين (18%) ثم الولايات المتحدة (16%).
وشكلت دول إفريقيا جنوب الصحراء 2.2% من إجمالي واردات الأسلحة العالمية خلال الفترة نفسها، فيما سجلت دول غرب إفريقيا ارتفاعًا بنسبة 100% مقارنة بالفترة 2015-2019، مدفوعة بزيادة الطلب في دول مثل بوركينا فاسو، كوت ديفوار، مالي، موريتانيا، النيجر، والسنغال.
حافظت الصين على مكانتها كمورد رئيسي للأسلحة لدول غرب إفريقيا، حيث استحوذت على 26% من الصادرات، تلتها فرنسا (14%)، ثم روسيا وتركيا بنسبة 11% لكل منهما.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تمثل سوى 4.6% من واردات الأسلحة لغرب إفريقيا، إلا أنها كانت أكبر مانح للمساعدات العسكرية، خصوصًا لدول مثل بوركينا فاسو، مالي، والنيجر.
انخفاض تسلح الشرق الأوسط.. وقطر في الصدارة
شهدت واردات الأسلحة في الشرق الأوسط انخفاضًا بنسبة 20% بين الفترتين 2015-2019 و2020-2024. وتراجعت واردات السعودية بنسبة 41%، في حين زادت واردات قطر لتصبح ثالث أكبر مستورد للأسلحة عالميًا.
واستحوذت الولايات المتحدة على 52% من صادرات الأسلحة للشرق الأوسط، تليها إيطاليا (13%)، فرنسا (9.8%)، وألمانيا (7.6%). بينما بقيت واردات إسرائيل مستقرة، مع استمرار الولايات المتحدة كمورد رئيسي لها بنسبة 66%.
على المستوى العالمي، أصبحت أوكرانيا أكبر مستورد للأسلحة خلال 2020-2024، حيث ارتفعت وارداتها بنحو 100 ضعف مقارنة بالفترة 2015-2019، متأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية.
وفي المقابل، زادت واردات أوروبا من الأسلحة بنسبة 155% خلال الفترة نفسها، ما جعلها الوجهة الرئيسية لصادرات السلاح الأمريكية بنسبة 35%، مقابل 33% للشرق الأوسط.
شهدت سوق الأسلحة العالمية تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت حصة الولايات المتحدة في صادرات الأسلحة إلى 43%، بينما انخفضت الصادرات الروسية بنسبة 64%، لتتراجع إلى المرتبة الثالثة بعد فرنسا.كما ارتفعت واردات الأسلحة في الأمريكتين بنسبة 13%، مع تسجيل البرازيل زيادة بنسبة 77%.
وتعكس هذه الأرقام تحولات كبيرة في المشهد الجيوسياسي العالمي، مع تراجع ملحوظ لواردات الأسلحة في المغرب والجزائر، مقابل تصاعد الطلب في مناطق أخرى مثل أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.