الرباط-عماد مجدوبي
أعلن إيلون ماسك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على ضرورة “إغلاق” الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بعد أيام من التكهنات حول مستقبل الوكالة، إثر تجميد تمويلها وإعطاء العشرات من موظفيها إجازة.
وذكر ماسك على منصة “إكس”، تويتر سابقا، عبر إحدى المساحات الحوارية: “بالنسبة لموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لقد ناقشت الأمر (مع الرئيس) بالتفصيل وقد وافق على أنه يجب أن نغلقها (الوكالة)”.
وقال ماسك إنه تحقق من الأمر مع ترامب “عدة مرات”، وإن أكد ترامب أنه يريد إغلاق الوكالة، التي توزع مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية وتمويل التنمية سنوياً.
مساء الأحد، وقبل بداية المساحة الصوتية على “إكس”، سُئل ترامب عن الوكالة، وقال للصحفيين: “لقد تمت إدارتها من قبل مجموعة من المجانين الراديكاليين، وسنخرجهم، ثم سنتخذ قرارًا” حول مستقبلها.
وسيكون للقرار الأمريكي تأثير على عدد من المشاريع التي تمولها هذه الوكالة بالمغرب. ذلك أن الوكالة الأمريكية تمول عددا من البرامج في المغرب بمختلف القطاعات، على رأسها التعليم والصحة والمقاولات الناشئة.
قبل أشهر، أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب أنها بالتعاون مع شركائها في الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، عملت على تحديد ومراقبة التدخلات الحاسمة التي تدعم تقدم خطة إعادة الإعمار في المناطق المتضررة بالزلزال، وتعزز صمود المملكة وازدهارها على المدى الطويل.
وتشمل بعض هذه الجهود، برنامج جديد مدته 30 شهرا بشراكة مع يونيسف المغرب سيعمل مع السلطات والمجتمعات المركزية والجهوية والمحلية لتحديد وتقديم الخدمات اللازمة للأسر المتضررة من الزلزال والتي تتلقى مساعدات نقدية من الحكومة المغربية.
أيضا، تم إقرار دعم نقدي مباشر لـ 180 جمعية تعاونية تضررت سبل عيشها بسبب الزلزال، بالشراكة مع GiveDirectly وبالتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هذا، بالإضافة إلى تمويل مشاريع لثماني منظمات محلية على الأقل، من خلال الشريكة Deloitte Conseil، التي تقدم الدعم الميداني للتعافي في منطقة مراكش آسفي.
ويرى مراقبون أن القرار الأمريكي لن يكون على حساب الدعم الذي توجهه واشنطن إلى حلفائها، خاصة أن الرئيس الجديد دونالد ترامب يتعامل ببراغماتية مع توجيه هذا الدعم.
وجاءت تصريحات ماسك بعد أن تم إعطاء اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إجازة إدارية، مساء السبت، لرفضهما منح أعضاء وزارة الكفاءة الحكومية الوصول إلى أنظمة الوكالة، حتى عندما هدد موظفو الوزارة باستدعاء سلطات إنفاذ القانون، حسبما قالت مصادر متعددة على دراية بالموقف لشبكة CNN.
وتم وضع حوالي 60 من كبار موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة الأسبوع الماضي بتهمة محاولة التحايل على أمر ترامب التنفيذي لتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا. وتم وضع مسؤول كبير آخر في إجازة لمحاولته عكس هذا التحرك بعد عدم العثور على أي دليل على ارتكاب مخالفات.
وقال ماسك إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “بعيدةً عن الإصلاح”، من بين الهجمات الأخرى التي وجهها ضد الوكالة، التي أنشأها الكونغرس كهيئة مستقلة. وأردف قائلا: “ليس لدينا تفاحة داخلها دودة في هذه الحالة، بل لدينا كرة مليئة بالدود… الوكالة كرة مليئة بالدود”.
وتأسست الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عام 1961 في عهد إدارة الرئيس الأسبق جون كينيدي، وهي الذراع الإنسانية لحكومة الولايات المتحدة. وتوزع مليارات الدولارات سنويًا في جميع أنحاء العالم في محاولة لتخفيف الفقر وعلاج الأمراض والرد على المجاعات والكوارث الطبيعية.
كما أنها تعزز بناء الديمقراطية وتطويرها من خلال دعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة والمبادرات الاجتماعية.