24 ساعة-عبد الرحيم زياد
تشهد العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية التونسية مؤخراً دخول نفق توتر دبلوماسي جديد. وذلك على خلفية استضافة تونس لممثلي جبهة البوليساريو في مؤتمر عقد على أراضيها. هذه الخطوة التونسية قوبلت برد فعل حاسم من الرباط، التي اعتبرتها “استفزازاً واضحاً”. يمس بسيادة المملكة وموقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية.
يأتي اعتبار المغرب لخطوة تونس بمثابة استفزاز في سياق حساس للغاية يرتبط بملف الصحراء المغربية. الذي يعتبر قضية وطنية عليا بالنسبة للرباط. فمن وجهة نظر المغرب، يمثل استقبال ممثلي تنظيم يسعى للانفصال عن المملكة. تحدياً مباشراً لوحدتها الترابية وموقفها الراسخ الذي يعتبر الصحراء جزءاً لا يتجزأ من التراب المغربي. ويعزز المغرب موقفه بالدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي وجاد للنزاع المفتعل.
https://twitter.com/MahdiBaladi1/status/1916085548264943807
تكشف هذه الأزمة الدبلوماسية عن عمق الخلافات الكامنة بين البلدين الشقيقين بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهي القضية التي ظلت على الدوام نقطة تباين رئيسية في مواقف الدول المغاربية. ورغم الروابط التاريخية والثقافية العميقة التي تجمع الشعبين المغربي والتونسي. إلا أن العلاقات بين حكومتي البلدين شهدت تقلبات وتوترات من حين لآخر، وغالباً ما كانت قضية الصحراء المغربية حاضرة في هذه التوترات كعامل مؤثر.
التصعيد الأخير يؤكد أن الخلافات حول هذا الملف لا تزال قادرة على التأثير بشكل كبير على مسار العلاقات الثنائية بين الرباط وتونس، وتبرز تعقيدات هذه العلاقات التي تتأرجح بين عمق الروابط الشعبية والتباينات السياسية حول قضايا محورية.
في ظل هذا التوتر الدبلوماسي الجديد، يبقى مستقبل العلاقات المغربية التونسية غير مؤكد. فما لم يتم تجاوز أسباب هذا التصعيد. ومعالجة جذرية للخلافات المتعلقة بقضية الصحراء بشكل يراعي حساسيتها البالغة بالنسبة للمغرب،
وقد تستمر حالة الفتور والتوتر في العلاقات بين البلدين الجارين، مما قد يؤثر على التعاون الثنائي والإقليمي في منطقة تحتاج إلى تضافر الجهود. لمواجهة التحديات المشتركة.