24 ساعة-متابعة
برمج البرلمان البريطاني جلسة خاصة يوم 18 يونيو الجاري، لمناقشة تطورات العلاقات مع المملكة المغربية، وذلك عقب إعلان رسمي من وزير الخارجية ديفيد لامي عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء.
وتأتي هذه الجلسة، التي سيديرها السياسي المحافظ أندرو موريسون، بعد مشاركة لامي في الدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني، المنعقدة في الرباط مطلع يونيو الجاري.
وأسفرت عن تحول واضح في موقف لندن تجاه قضية الصحراء المغربية، بالإضافة إلى التأكيد على رغبة الحكومة البريطانية في توسيع مجالات التعاون مع الرباط، خصوصا في أفق تنظيم كأس العالم 2030.
ويعرف أندرو موريسون بدعمه القوي للوحدة الترابية للمملكة، وهو عضو بمجلس العموم البريطاني ووزير سابق مكلف بالدفاع والتنمية الدولية وشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يعد من أبرز المدافعين عن تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المغرب داخل المؤسسة التشريعية البريطانية.
وحسب الموقع الرسمي لمجلس العموم، فإن العلاقات بين المغرب وبريطانيا تأطرها اتفاقية شراكة تم توقيعها سنة 2019 بعد “البريكسيت”. ودخلت حيز التنفيذ مطلع 2021، بهدف تسهيل التبادل التجاري وتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين.
في السياق ذاته، عينت الحكومة البريطانية في يناير 2025 النائب بن كولمان مبعوثا تجاريا خاصا للمغرب ومنطقة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية. كما شهد شهر مارس من السنة نفسها زيارة رسمية لوزير الدولة المكلف بالخدمات والصادرات، غاريث توماس، إلى الرباط، مرفوقا بوفد من رجال الأعمال البريطانيين، حيث تم توقيع إعلان نوايا لتعزيز التعاون المرتبط بتنظيم كأس العالم 2030، بحضور فوزي لقجع، رئيس لجنة التنظيم.
وتشير المعطيات التي نشرها مجلس العموم إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ سنة 2024 حوالي 4.2 مليار جنيه إسترليني، بزيادة قدرها 600 مليون مقارنة بسنة 2023. وتضمنت الصادرات البريطانية للمغرب النفط المكرر والمعادن والمركبات والمولدات، بينما شملت الواردات البريطانية من المغرب الخضر والفواكه، والأجهزة الكهربائية، والسيارات، والأثاث.
نظمت الرباط الدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين المغرب وبريطانيا في يونيو 2025، بعد استضافتها للدورة الرابعة في ماي 2023، ضمن سلسلة لقاءات دورية تعكس متانة العلاقات الثنائية.
وأكد البيان المشترك الصادر عقب اللقاء الأخير عمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين منذ أكثر من 800 عام، وجدّد التزام الجانبين بتوسيع مجالات التعاون في السياسة والدبلوماسية والأمن، إلى جانب الاقتصاد والثقافة والتعليم.
وشهد اللقاء توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات حيوية مثل الصحة والطاقة والمياه والنقل والدفاع، في خطوة تعكس الطموح المشترك لإعطاء دينامية جديدة للعلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها المستقبلية.