24 ساعة-أسماء خيندوف
إستأنفت محطة “نور ورزازات 3” للطاقة الشمسية الحرارية نشاطها في منتصف شهر أبريل الجاري، بعد توقف استمر أكثر من شهرين نتيجة عطل تقني.
وفي هذا السياق أكد شرف الدين الشهب، المسؤول عن التوجيه الاستراتيجي والمشاركات في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، في تصريح لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن استئناف الإنتاج تزامن مع ترتيبات تقنية قائمة، موضحا أن والي المنطقة يعتزم القيام بزيارة ميدانية للموقع، قد تتقاطع مع جدول زمني تقني مبرمج مسبقا.
خلل في خزان الأملاح سبب التوقف
أفادت المجلة الفرنسية أن سبب التوقف يعود إلى تسرب وقع في خزان الأملاح المصهورة المُخصص لتخزين الطاقة المنتجة، وهو ما أدى إلى تعطل المحطة. وأوضح نوفل الفاضل، المدير التنفيذي للهيدروجين الأخضر والعمليات في “مازن”، في تصريح لـ “جون أفريك” أن الوكالة قررت إنشاء خزان إضافي كإجراء وقائي لتفادي توقف الإنتاج مستقبلا، حتى في حال وقوع أعطاب طفيفة.
وأبرزت المجلة الفرنسية أن هذا التوقف لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق للمحطة أن توقفت عن العمل بين دجنبر 2021 ومارس 2022. كما أوردت المجلة تصريحا لأمين بنونة، أستاذ الفيزياء السابق بجامعة القاضي عياض وخبير في الطاقة، شدد فيه على أن تكرار الأعطاب يعكس هشاشة في الأداء ويؤثر على استقرار الإنتاج.
الطلب الداخلي لم يتأثر
شددت المجلة على أن الأعطاب المسجلة لم تؤثر على قدرة المملكة في تزويد السوق الداخلي بالكهرباء، غير أنها تعكس الصعوبات التي تعرقل تنفيذ أهداف المخطط الشمسي المغربي، الذي أطلق سنة 2009 بهدف بلوغ قدرة إنتاجية تصل إلى 2000 ميغاواط بحلول 2020.
وفي رصدها لحالة القطاع، ذكرت “جون أفريك” بأنه بعد مغادرة مصطفى البكوري لإدارة “مازن”، لم تسجل البلاد إنجاز أي مشروع شمسي جديد، فيما ظلت القدرة المركبة للطاقة الشمسية متوقفة عند 831 ميغاواط. ووفقا لمعطيات الوكالة الوطنية لضبط الكهرباء، شكلت الطاقات المتجددة 20% من إجمالي الإنتاج سنة 2022، لترتفع إلى 21,3% فقط في سنة 2023.
وأضافت المجلة أن تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية المركزة (CSP)، التي اعتمدتها المملكة في مشروع نور، تعد مكلفة من حيث الإنتاج وأكثر تعقيدا من الطاقة الكهروضوئية (PV) أو الطاقة الريحية.
كما أشارت إلى أن فشل عدة تجارب دولية في هذا المجال مثل محطة “كريسنت دونز” في نيفادا ومحطة “إيفانباه” في صحراء موهافي، المتوقع إغلاقها نهائيا في 2026.
وفي السياق ذاته، أكد سعيد كمرة، فاعل في مجال التحول الطاقي بشركة “GemTech MoniToring Maroc”، في حديثه مع المجلة، أن اختيار هذه التكنولوجيا لم يكن منطقيا، قائلا: “لا منطق في هذا الخيار مقارنة بالفوتوفولطائي”.
من جانبه، خالفه الرأي جزئيا الخبير أمين بنونة، الذي كشف أن تكاليف البطاريات في تلك الفترة كانت مرتفعة وتشكل ضعف كلفة الكيلوواط/ساعة تقريبا، وهو ما دفع نحو اختيار الطاقة الحرارية المركزة.
تعثر مشروع “نور ميدلت 1”
أظهرت “جون أفريك” أن مشروع “نور ميدلت 1″، الذي تم الإعلان عنه منذ سنة 2016، لا يزال متعثرا رغم ترسية طلب العروض على كونسورتيوم تقوده “EDF Renouvelables”.
وبحسب المجلة، لم تنطلق أشغال المشروع الذي تبلغ قدرته المتوقعة 800 ميغاواط، بسبب خلاف بين المطورين والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب حول سعر البيع الذي يعتبره المكتب مرتفعا (0,68 درهم للكيلوواط/ساعة)، حيث يطالب بخفضه إلى ما بين 0,3 و0,35 درهم.
وخلصت “جون أفريك” إلى أن خيار التخلي عن التكنولوجيا الحرارية أصبح مطروحا داخل “مازن”، حيث أشار نوفل الفاضل إلى نية الوكالة اعتماد “التركيبة التكنولوجية الأنسب لضمان السعر الأمثل مع الحفاظ على خاصية التخزين”، خاصة في ظل التقدم الذي تشهده تقنيات البطاريات.
رغم التحديات التقنية والتأخيرات، نوهت المجلة بطموح الوكالة المغربية للطاقة المستدامة إلى رفع القدرة الشمسية المركبة إلى 3000 ميغاواط في أفق 2027، ما يعكس استمرار الرهان على الانتقال الطاقي.
وفي سياق متصل، رجحت “جون أفريك” استمرار اعتماد المملكة على الفحم، الذي يؤمّن 36% من حاجياتها الكهربائية، مع التوجه تدريجيا نحو الغاز الطبيعي في أفق 2044 لتجاوز تقلبات إنتاج الطاقات المتجددة.