24ساعة-متابعة
في خطوة رمزية تحمل دلالات عميقة، شارك ولي العهد الأمير مولاي الحسن في مراسم جنازة البابا فرنسيس بمدينة الفاتيكان. ممثلاً عن الملك محمد السادس. هذا الحضور، الذي أُعلن عنه عبر مصادر رسمية مغربية. يعكس الاحترام الكبير الذي تكنه المملكة المغربية لمكانة البابا الراحل، فضلاً عن التأكيد على العلاقات المتينة التي تجمع المغرب بحاضرة الفاتيكان.
سياق الحدث
توفي البابا فرنسيس يوم الإثنين 21 أبريل 2025، عن عمر 88 عاماً إثر إصابته بجلطة دماغية مفاجئة. وأقيمت مراسم التشييع يوم السبت الموالي في ساحة بازيليك القديس بطرس، بحضور عدد من القادة والشخصيات الدولية، من بينهم ولي العهد الأمير مولاي الحسن. هذا الحضور لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق للأمير أن مثل المغرب في مناسبات دولية بارزة، مثل جنازة الملكة إليزابيث الثانية عام 2022، مما يبرز دوره المتزايد كوجه دبلوماسي للمملكة.
دلالات الخطوة
وفي تصريح لوسائل إعلام دولية، كشف الأسقف عن مشاركة ولي العهد الأمير مولاي الحسن في الجنازة، ممثلاً للمملكة المغربية، في خطوة تعكس عمق العلاقات التي تجمع المغرب بالفاتيكان، وتقدير المملكة لمكانة البابا الراحل.
ويعكس حضور الأمير مولاي الحسن الدور المتنامي لولي العهد في تمثيل المغرب على الساحة الدولية. فقد أظهر الأمير. البالغ من العمر 22 عاماً، رزانة ونضجاً في مختلف المهام الملكية التي أوكلت إليه. سواء في المناسبات الداخلية أو الخارجية، مما يعزز صورته كقائد مستقبلي للمملكة.
كما تشير هذه المشاركة إلى عمق العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والفاتيكان، والتي بدأت رسمياً عام 1976. لكن جذورها تمتد إلى فترة المرابطين في القرن الحادي عشر. وقد تم توطيد هذه العلاقات عبر زيارات متبادلة. مثل زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للمغرب عام 1985 بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني. وزيارة البابا فرنسيس عام 2019، التي شهدت توقيع وثيقة “نداء القدس” لتعزيز التعايش بين الأديان.
كما قام الملك محمد السادس بزيارة رسمية للفاتيكان عام 2000، حيث التقى البابا يوحنا بولس الثاني، مما عزز أواصر الصداقة بين الطرفين.
ردود الفعل
لاقت مشاركة ولي العهد الأمير مولاي الحسن إشادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. حيث أعرب العديد من المغاربة عن فخرهم بهذا التمثيل الرفيع للمملكة. فقد رأى البعض في هذه الخطوة تأكيداً على مكانة المغرب كدولة رائدة في تعزيز قيم التسامح والحوار. كما أشار آخرون إلى أن حضور الأمير في مثل هذه المناسبات يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها الملك لولي العهد في تحمل المسؤوليات الدبلوماسية.
السياق التاريخي
تتميز العلاقات بين المغرب والفاتيكان بطابعها التاريخي العريق. فمنذ القرن الحادي عشر، شهدت هذه العلاقة حواراً مستمراً بين الطرفين، تطور لاحقاً إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. وفي عام 1997، افتتح المغرب سفارته لدى الكرسي الرسولي، مما ساهم في تعزيز التعاون في مجالات الحوار الديني والثقافي. كما أن زيارة البابا فرنسيس للمغرب عام 2019، التي تضمنت لقاءات مع جلالة الملك محمد السادس وتوقيع وثيقة مشتركة حول القدس، كانت محطة بارزة في هذه العلاقات.
إن مشاركة ولي العهد الأمير مولاي الحسن في جنازة البابا فرنسيس ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل خطوة تعكس رؤية المغرب في بناء جسور التواصل مع العالم، والتزامه بقيم التسامح والحوار بين الأديان. كما أنها تؤكد على الدور المتعاظم للأمير مولاي الحسن كممثل للمملكة في المحافل الدولية، مما يبشر بمستقبل واعد تحت قيادته. هذا الحضور، إذن، هو تجسيد لعمق العلاقات المغربية الفاتيكانية، وتقدير المغرب لمكانة البابا الراحل كرمز للسلام والإنسانية.