24 ساعة-متابعة
أعلن السفير المغربي في العاصمة الأذربيجانية باكو عن استعداد المغرب لتقديم الدعم لأذربيجان في إطار الجهود المبذولة لتحقيق السلام مع أرمينيا. في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وأذربيجان، وتؤكد التزام المغرب بدعم الاستقرار الإقليمي في منطقة جنوب القوقاز.
جاء هذا التصريح خلال زيارة السفير إلى إقليم ناغورنو كاراباخ. الذي استعادت أذربيجان السيطرة عليه في عام 2023، حيث أعرب عن تفاؤله بقرب التوقيع على اتفاق سلام نهائي بين باكو ويريفان. مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق سيفتح آفاقًا جديدة للمنطقة بأسرها.
سياق الزيارة: تعزيز الدبلوماسية المغربية-الأذربيجانية
تأتي زيارة السفير المغربي إلى ناغورنو كاراباخ في سياق دينامية إيجابية تشهدها العلاقات المغربية-الأذربيجانية، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. فقد صادق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في يناير 2025، على مشروع اتفاقية تعاون عسكري مع المغرب. تشمل مجالات التدريب، التصنيع، صناعة الدفاع. البحث العلمي، الخدمات الطبية العسكرية، إزالة الألغام، والعمليات الإنسانية. هذه الاتفاقية تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتؤسس لشراكة أعمق في مواجهة التحديات الإقليمية.
خلال زيارته، أكد السفير المغربي على موقف المغرب الداعم لسيادة أذربيجان على أراضيها، بما في ذلك إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي كان مسرحًا لصراع طويل بين أذربيجان وأرمينيا. ويأتي هذا الموقف في إطار سياسة المغرب الثابتة في دعم وحدة الأراضي وسيادة الدول، وهي سياسة تتماشى مع مواقف المغرب في قضايا أخرى، بما في ذلك قضية الصحراء المغربية.
مفاوضات السلام بين أذربيجان وأرمينيا: خطوة نحو الاستقرار
تشهد العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، منذ استعادة أذربيجان للسيطرة على ناغورنو كاراباخ في سبتمبر 2023، جهودًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل. وقد أدى الهجوم العسكري الأذربيجاني، الذي استمر 24 ساعة، إلى استسلام القوات الأرمينية في الإقليم، مما مهد الطريق لمحادثات تهدف إلى إعادة دمج الإقليم ضمن الأراضي الأذربيجانية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، بما في ذلك قضايا عودة اللاجئين، ونزع السلاح، وضمان حقوق السكان.
أعرب السفير المغربي عن أمله في أن يتم التوقيع على اتفاق سلام في أقرب وقت. مشددًا على أن هذا الاتفاق لن يعود بالنفع على أذربيجان وأرمينيا فحسب، بل سيعزز الاستقرار في منطقة القوقاز بأكملها. وأشار إلى أن السلام سيفتح فرصًا اقتصادية وسياسية جديدة، من خلال إعادة فتح قنوات النقل والتجارة، وتعزيز التعاون الإقليمي.
دور المغرب: دعم السلام والاستقرار الإقليمي
يبرز الموقف المغربي في هذا السياق كجزء من استراتيجية دبلوماسية أوسع تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المناطق التي تشهد نزاعات. ومن خلال دعمه لأذربيجان، يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كشريك موثوق على الساحة الدولية، قادر على لعب دور بناء في تسوية النزاعات. كما أن هذا الدعم يعكس التضامن بين البلدين، اللذين يتشاركان رؤية مشتركة حول أهمية السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
إضافة إلى ذلك، فإن المغرب يمتلك خبرة في مجالات مثل إزالة الألغام والعمليات الإنسانية، والتي يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة في إعادة إعمار ناغورنو كاراباخ ودعم السكان المتضررين من النزاع. ومن المرجح أن يساهم المغرب، من خلال هذه المجالات، في دعم جهود أذربيجان لإعادة دمج الإقليم وتعزيز التنمية فيه.