24 ساعة ـ متابعة
في إطار الزخم الجديد الذي تشهده العلاقات المغربية-الفرنسية، وصل عمدة مدينة مونبلييه، ميشائيل ديلافوس، يوم الجمعة إلى مدينة الداخلة على رأس وفد رسمي فرنسي. تأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة الزيارات التي أُعلن عنها خلال اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجلالة الملك محمد السادس، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى المغرب، مما يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكات بين البلدين، لاسيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
دفع جديد للتعاون اللامركزي
تندرج هذه الزيارة ضمن الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين فرنسا والأقاليم الجنوبية المغربية، وتؤكد الدعم الفرنسي الواضح لمغربية الصحراء. كما تعكس رغبة الطرفين في بناء شراكات لامركزية قوية بين المجالس الإقليمية في الصحراء ومدن فرنسية بارزة. وتمثل زيارة وفد مونبلييه إلى الداخلة خطوة ملموسة نحو تعزيز هذه الشراكات، التي تهدف إلى دعم التنمية المستدامة وتبادل الخبرات في مجالات متعددة.
برنامج الزيارة: استعراض الفرص الاستثمارية
شمل برنامج الزيارة لقاءً رسميًا في مقر المجلس الإقليمي لجهة الداخلة-وادي الذهب، حيث تم تقديم عرض شامل حول الموارد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تزخر بها الجهة. كما تم استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي تقدمها الداخلة، خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة، الصيد البحري، والسياحة البيئية. هذه القطاعات تشكل ركائز أساسية للتنمية الاقتصادية في المنطقة، وتجذب اهتمام المستثمرين الدوليين.
جولة على المشاريع التنموية الرائدة
من المتوقع أن يتضمن برنامج الزيارة جولة ميدانية للوفد الفرنسي للاطلاع على عدد من المشاريع التنموية الرئيسية في المنطقة. وعلى رأسها مشروع الميناء الأطلسي. يُعد هذا المشروع، الذي يندرج ضمن الرؤية الملكية الطموحة لجلالة الملك محمد السادس. ركيزة استراتيجية لتعزيز التموقع الاقتصادي الأفريقي للمملكة انطلاقًا من أقاليمها الجنوبية. ويبرز الميناء كرمز للطموح المغربي في بناء اقتصاد إقليمي قوي ومستدام.
بناء شراكات مستدامة
تشكل هذه الزيارة خطوة إضافية في مسار بناء علاقات تعاون متينة بين جهة الداخلة-وادي الذهب ونظيرتها مونبلييه. على غرار الشراكات الأخرى التي يتم إقامتها بين مجالس إقليمية في الصحراء المغربية. ومدن فرنسية أخرى. ومن المنتظر أن تُتوج هذه الجهود بالتوقيع على اتفاقيات تعاون ملموسة، تركز على دعم التنمية المستدامة، تبادل الخبرات، وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، الثقافة، والبيئة.
تكتسي زيارة عمدة مونبلييه إلى الداخلة أهمية خاصة. ليس فقط لكونها تعزز التعاون الثنائي بين المغرب وفرنسا. بل أيضًا لأنها تؤكد على الدور المحوري للأقاليم الجنوبية في الاستراتيجية التنموية للمملكة.
كما تعكس هذه الزيارة الثقة الدولية المتزايدة في الإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية. لهذه المنطقة، التي أضحت وجهة استثمارية وسياحية بارزة