24 ساعة ـ متابعة
تعاني الجزائر منذ سنوات طويلة من قبضة عسكرية خانقة، تمنع أي تحول ديمقراطي حقيقي وتُغذي نار الاضطرابات الداخلية. هذا ما كشفته صحيفة “Sahel Intelligence” الفرنسية، مؤكدة أن المؤسسة العسكرية تسيطر على كل مفاصل القرار السياسي، مُحبطة بذلك آمال شعب يتوق للحرية والتعددية.
دساتير لتكريس الاستبداد.. وإقصاء الهويات
الصحيفة أشارت إلى أن الدساتير الجزائرية المتعاقبة ليست سوى أدوات لشرعنة الاستبداد وإقصاء كل من يمثل الهويات الجهوية والثقافية غير المعترف بها رسميا، أن هذا الإقصاء الممنهج يخلق حالة من الاحتقان، خاصة في مناطق مثل القبائل، التي أصبحت بؤرة توتر متصاعدة.
فمع استمرار التضييق على الحركة الأمازيغية وملاحقة نشطاء حركة “الماك” (حركة تقرير المصير في منطقة القبائل) بقيادة فرحات مهني، تتصاعد دعوات الانفصال، مدفوعة برفض النظام الاعتراف بالخصوصية الثقافية والسياسية للمنطقة. الانفصال هنا لم يعد مجرد خيار سياسي، بل هو شعور جماعي متجذر بين السكان، نتيجة التهميش المستمر.
جنوب فقير وثروات مهملة.. وتمرد يلوح في الأفق
الجنوب الجزائري، الغني بالثروات الباطنية الهائلة، يعاني من تهميش هيكلي وفقر مدقع. فسكان الطوارق والمزابيين يعيشون تحت وطأة عسكرة شاملة ومراقبة أمنية مكثفة. هذه الأوضاع المتردية تُغذي “تمردا هادئا” يتحرك في الظل، تدعمه شبكات سرية وامتدادات عابرة للحدود، في ظل تجاهل السلطة المركزية لمطالب السكان المشروعة.
البوليساريو: دعم علني وتحالفات مشبوهة
وجود جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف، رغم الدعم العلني من النظام الجزائري، فهو يمكن اعتباره عامل عدم استقرار داخلي. تحالفات البوليساريو مع تنظيمات إرهابية في الساحل. بالإضافة إلى ارتباطات محتملة مع أطراف متطرفة كالإخوان المسلمين. تثير قلقا متزايدا، خاصة في ظل التحول الأمني العالمي وتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة. هذا الوضع يكشف بأن الجزائر قد فقدت السيطرة على هذه الملفات، لصالح تنظيمات إرهابية وميليشيات مدعومة ضمنيًا من أطراف إقليمية تسعى للنفوذ.
الساحل الليبي.. خطر يطوق الجزائر
في الجنوب، يبرز دور مريب للاستخبارات الجزائرية في التحولات الجارية في دول الساحل، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد. أما في الشرق، فإن صعود المشير خليفة حفتر في ليبيا، بدعم من قوى دولية وإقليمية معادية للجزائر، يضع القيادة العسكرية الجزائرية في قلق.
حفتر بعقيدته العسكرية الصارمة. قد يتحول إلى خصم مباشر للجزائر في المعادلة الأمنية المغاربية، مما يزيد من تعقيدات المشهد الأمني في المنطقة.
باختصار، تواجه الجزائر تحديات داخلية وخارجية متزايدة. نتيجة لسياسات القمع والتهميش، والدعم المريب لأطراف غير مستقرة، مما يشكل خطرا على الجزائر بمستقبل غير مضمون العواقب.