24 ساعة-متابعة
تواجه المملكة المتحدة تهديدا متزايدا بانقطاع الكهرباء بسبب انخفاض الرياح وانخفاض درجات الحرارة. ويعتقد خبراء الصناعة البريطانيون أن تعزيز مصادر الطاقة المتجددة قد يكون أفضل دفاع ضد أزمات الطاقة هذه.
ويتمثل جوهر هذه الاستراتيجية في مشروع “إكسلنكس” الطموح الذي سيربط المغرب بالمملكة المتحدة، والذي يدعمه جريج جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة Octopus Energy، أكبر مورد للطاقة في المملكة المتحدة.
ويتضمن المشروع إنشاء مزارع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصحراء المغربية. وسيتم بعد ذلك نقل الكهرباء المنتجة إلى المملكة المتحدة عبر كابلات بحرية، مما يساعد على سد نقص الطاقة خلال فترات انخفاض أشعة الشمس وقلة الرياح في بريطانيا.
وقال جريج جاكسون، مشدداً على أهمية هذا المشروع في التحول في مجال الطاقة في بريطانيا، “هذا المشروع من شأنه أن يساهم إلى حد ما في حل مشكلة دنكلفلاوت من خلال توفير 7% من كهربائنا”. ويستفيد المغرب، الذي يتبوأ بالفعل موقعا رائدا عالميا في مجال الطاقات المتجددة، من أشعة الشمس الاستثنائية وإمكانات الرياح الكبيرة، وخاصة في مناطقه الصحراوية.
إن هذه الأصول الطبيعية، إلى جانب الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، مثل محطة نور للطاقة الشمسية في ورزازات، تجعل المملكة شريكا استراتيجيا في تلبية احتياجات أوروبا المتزايدة من الطاقة.
مشروع واحد من بين الحلول الأخرى التي يتم النظر فيها
وفي حين يشكل مشروع Xlinks حلاً واعداً، يجري النظر أيضاً في تقنيات أخرى لتعزيز مرونة المملكة المتحدة في مجال الطاقة. ومن بين هذه الحلول، يجري دراسة البطاريات ذات السعة الكبيرة وأنظمة “القصور الذاتي” – وهي عبارة عن عجلات عملاقة قادرة على إعادة تشغيل الشبكة بسرعة في حالة انقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، تظل هذه الحلول تجريبية إلى حد كبير ولم يتم نشرها على نطاق واسع بعد.
وتزايدت احتمالات انقطاع التيار الكهربائي في الأسابيع الأخيرة، مع تحذير مشغل نظام الطاقة الوطني (نيسو) من نقص وشيك في الطاقة. وتسببت سرعة الرياح المنخفضة بشكل حاد وانقطاع الكهرباء في ثلاثة موصلات وخروج عدة محطات طاقة تعمل بالغاز عن الخدمة في انخفاض القدرة على توليد الكهرباء، في حين أدت موجة البرد إلى ارتفاع الطلب إلى مستويات قياسية.
وفي مواجهة هذا الوضع، كان نيسو مضطرا إلى إدخال تخفيضات محلية للحفاظ على سلامة الشبكة. ويقول بعض المحللين إن مدينة برمنجهام ربما تكون هدفاً لانقطاعات مؤقتة للكهرباء من أجل ضمان إمدادات الطاقة إلى لندن وغيرها من المدن الكبرى.
مع تزايد تحديات التحول في مجال الطاقة، يعمل المغرب على ترسيخ نفسه كحليف رئيسي للمملكة المتحدة وأوروبا. ومن خلال توفير الطاقة النظيفة والموثوقة والوفيرة، تهدف المملكة إلى لعب دور محوري في الجهود العالمية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وتجنب السيناريوهات الكارثية لنقص الكهرباء.