24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أوفدت الجزائر وزير خارجيتها، أحمد عطاف، في زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، بصفته مبعوثا خاصا للرئيس عبد المجيد تبون، وذلك في أول خطوة جزائرية رسمية للاعتراف والتعامل مع السلطات السورية الجديدة، بعد أن ظلت الجزائر حذرة بشأن التعامل معها في الفترة الماضية.
ورغم أن البيان الرسمي للخارجية الجزائرية أشار إلى أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون والتضامن مع سوريا، إلا أن توقيتها يثير تساؤلات حول ارتباطها بخشية الجزائر من أن تنحاز دمشق في هذه المرحلة الجديدة إلى مواقف لا تتماشى مع سياستها، خاصة بعد تصاعد أصوات من داخل سوريا تدعو الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى تبني موقف يدعم السيادة المغربية على الصحراء، والقطع مع المواقف العدائية للوحدة الترابية للمغرب التي ظل يتبناها النظام السوري السابق.
زيارة عطاف لدمشق محاولة جزائرية لقطع الطريق أمام اي تقارب سوري مغربي
في ذات السياق، أكد الخبير والمحلل السياسي محمد شقير، في تصريح لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، ” أنه على غرار عدة دول اوربية وعربية سعت الجزائر إلى التأقلم مع الوضع السياسي الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وحاولت إعادة تطبيع علاقاتها السياسية مع النظام الجديد من خلال إرسال وفد جزائري برئاسة وزير الخارجية إلى دمشق حيث نقل رسالة خطية من الرئيس الجزائري تبون إلى الرئيس الحالي في سوريا. غير أن الملاحظ أن هذه الزيارة تأتي بتزامن مع الرسالة الملكية التي وجهها العاهل المغربي إلى الرئيس السوري عبر فيها عن دعمه للشعب السوري في إطار احترام الشرعية وسيادة الدول. من هنا يمكن أن يفهم هذا التوقيت كنوع من محاولة لقطع الطريق أمام اي تقارب سوري مغربي وبالاخص إمكانية تغيير النظام السوري الجديد لموقف من قضية الصحراء.
واضاف شقير أنه ” وكيفما كانت نوايا النظام الجزائري من خلال هذه الزيارة فإنها لن تؤثر على مواقف النظام السوري الجديد في علاقته مع المملكة حيث لن تكرس موقف نظام الأسد وطبيعة تحالفه مع الجزائر، ولن تؤثر على عملية التقارب السوري مع المغرب بل أن المغرب هو الذي سيحدد طبيعة هذا التقارب ويحدد توقيته وملابساته” .
جدير ذكره أن الجزائر تعتبر من بين الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقات قوية مع نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وقد ظلت تدعمه حتى آخر أيامه، فقبل أيام من سقوط نظام الأسد، أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اتصالا هاتفيا بوزير خارجية النظام السوري السابق، حيث أكد عطاف تضامن الجزائر مع سوريا في مواجهة ما أسماه “التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذا أمنها واستقرارها”، وذلك خلال زحف قوات المعارضة السورية نحو العاصمة السورية دمشق.