24 ساعة-متابعة
تتزايد أهمية المواقف الدولية الحاسمة تجاه قضية الصحراء المغربية، باعتبارها إحدى أبرز القضايا الإقليمية التي تستقطب اهتمام القوى الكبرى، ويبرز الموقف الأمريكي مجددا كعنصر فاعل في ترسيخ مغربية الصحراء، لاسيما في ظل تجديد التأكيد على مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لهذا النزاع المفتعل.
وفي هذا السياق، أشار الخبير السياسي وأستاذ العلاقات الدولية خالد شيات من خلال قراءة معمقة لهذا التطور، لأبعاد هذا الموقف الأمريكي، وما يحمله من دلالات قانونية واستراتيجية في ظل تنامي التحديات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بمحاولات توسيع النفوذ الجزائري الإيراني في المنطقة.
وقال خالد شيات، في تصريحه لـ”24 ساعة”، إن تجديد الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وتأكيدها مجددا على جدية ومحورية مقترح الحكم الذاتي كآلية لحل هذا النزاع المفتعل، يندرج في سياق استمرارية واضحة للموقف الأمريكي الذي لم يتغير منذ الاعتراف الرسمي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي استمر أيضا مع إدارة الرئيس جو بايدن من الناحية القانونية، رغم ما شابه من جمود في تنزيل مقتضياته، خاصة في ما يرتبط بإقامة قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة.
وأكد شيات أن هذا السياق الجديد يعني أن هناك تجديدا للموقف الأمريكي قانونيا، وأيضا انطلاقا لمسار جديد على مستوى تفعيل مقتضيات الاتفاق بكافة محتوياته، وآفاق تجديد هذا التعاون وتكريس مركزية ومحورية الأقاليم الجنوبية كمحور لتنمية التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا هو المعنى الأول لهذا الموقف المتجدد.
أما المعنى الثاني، يضيف شيات، فيتمثل في كون المنطقة تشهد تناميا لمحاولات النفوذ الجزائري أو إعادة تركيزه في شمال إفريقيا، ضمن أجندة تدعمها أو تغذيها العلاقات الجزائرية الإيرانية، وهو ما يبدو جليا في منطقة مالي، من خلال دعم الانفصال في الصحراء المغربية وكذلك الانفصال في مالي، ومحاولة توسيع هذا النفوذ بما يخدم الرؤية الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
واعتبر أن هذا التوجه الأمريكي الملح اليوم لصالح المغرب، يأتي لكبح جماح هذه التوجهات الاستراتيجية التي تتبناها الجزائر وتدعم من خلالها النفوذ الإيراني في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، حيث يتم دعم وتشجيع العمليات الإرهابية عبر تزويدها بمكونات عسكرية استثنائية وغير تقليدية، ما يفتح المجال أمام احتمال نشوب حرب موسعة في المنطقة.
وأكد شيات أن هذا المعطى الثاني يعد في غاية الأهمية في المرحلة الراهنة، من أجل ربط المصالح الاستراتيجية المغربية الأمريكية بشكل أوسع، عبر زيادة إمكانيات التعاون في منطقة استراتيجية بامتياز، بحيث تصبح منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط دعامة للسلام ومكونا من مكونات الدعم الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عموما، من أجل طرح وتجديد المبادرات الاقتصادية والتجارية الداعمة للنفوذ الأمريكي، وفقا لشعار “أمريكا أولاً” الذي يتبناه الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب.