24 ساعة-أسماء خيندوف
أفاد تقرير صادر عن صحيفة “لاكوتيديان” الفرنسية بتحول لافت في ملامح الاقتصاد المغربي خلال سنة 2025، حيث أصبحت السياحة المحرك الرئيسي للنمو، متقدمة على قطاعات تقليدية ظلت لعقود في الصدارة مثل الفلاحة والصناعة.
ووفق المعطيات التي أوردتها الصحيفة في عددها الصادر يوم الجمعة، فإن هذا التحول جاء مدفوعا بارتفاع غير مسبوق في أعداد الوافدين. واستقطبت المملكة 17.4 مليون سائح خلال 2024، مسجلة قفزة بنسبة 20% مقارنة مع العام السابق، وهو ما يعكس التقدم السريع في بلوغ الأهداف الاستراتيجية التي كانت مقررة في أفق عامين.
استمر الأداء الإيجابي خلال الأشهر الأولى من 2025، حيث استقبلت الوجهات السياحية المغربية 5.7 ملايين زائر بين يناير وأبريل، بزيادة تفوق 23% عن نفس الفترة من سنة 2024، ما يدل على استمرار دينامية القطاع.
وعلى مستوى المداخيل، سجلت عائدات السياحة 104 مليارات درهم برسم 2024، محققة نموا قدره 7.2% مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يعزز من موقع القطاع كرافعة أساسية للنمو وجلب العملة الصعبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأداء النوعي يرجع بالأساس إلى تفعيل استراتيجية وطنية تهدف إلى إدراج المملكة ضمن قائمة أفضل 15 وجهة سياحية عالمية بحلول عام 2030. كما ترتكز هذه الخطة على تعزيز الربط الجوي، توسيع العرض الفندقي، وإطلاق عروض سياحية جديدة تشمل السياحة البيئية والثقافية والرياضية.
وينتظر أن تشكل التظاهرات الرياضية الكبرى، مثل بطولة كأس أمم إفريقيا المقبلة ومونديال 2030 المشترك مع إسبانيا والبرتغال، نقطة تحول إضافية ستساهم في تعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية واستثمارية. كما تدفع إلى تسريع وتيرة تطوير البنية التحتية والخدمات المرتبطة بالسياحة.
وحسب التقرير ذاته، أصبحت السياحة تساهم بنحو 7% من الناتج الداخلي الخام، وتعد من أبرز القطاعات المولدة لمناصب الشغل والداعمة للاحتياطي الوطني من العملة الصعبة.
وتطمح المملكة، من خلال رؤيتها السياحية الممتدة إلى عام 2030، إلى جذب نحو 26 مليون سائح سنويا، ما يعكس طموحها لتكريس موقعها كقطب سياحي عالمي بامتياز.