24 ساعة ـ متابعة
عرفت العلاقات الموريتانية مع جبهة البوليساريو تغيرا لافتا في الآونة الأخيرة، تجلى في تراجع ملحوظ لمظاهر الدعم التقليدي الذي كانت نواكشوط تبديه لقيادات الجبهة.
وجاء هذا التحول بعد سنوات من التزام الحياد في ملف الصحراء المغربية، حيث كانت موريتانيا تحافظ على مسافة متوازنة بين أطراف النزاع.
وبحسب ما أوردته وسائل اعلام موريتانية، يشير الواقع الراهن إلى فتور ملحوظ في استقبال كبار مسؤولي الجبهة على أراضيها. هذا التغير اللافت يأتي في أعقاب زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المملكة المغربية ولقائه بالملك محمد السادس، وما تلا ذلك من حراك دبلوماسي مكثف بين البلدين، تجسد في سلسلة من الندوات المشتركة وتوقيع حزمة واسعة من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.
وأبرزت المصادر، أن هذا الابتعاد النسبي لموريتانيا عن البوليساريو لا يبدو معزولا عن سياق إقليمي ودولي أوسع. فالتطورات المتسارعة تشير إلى أن جبهة البوليساريو تمر بواحدة من أصعب مراحل وجودها منذ تأسيسها في منتصف السبعينيات.
ويضيف مقال الصحيفة الموريتانية، أن التقارير المتواترة تتحدث عن عزلة دبلوماسية متزايدة تخنق تحركاتها على الساحة الدولية، وتآكل داخلي يقوض وحدتها، وفجوة متسعة بين قيادتها وقواعدها في مخيمات تندوف.
الأكثر دلالة في هذا السياق، تشدد المصادر، هو التحول الكبير في مواقف قوى دولية مؤثرة، فاعتراف الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية يمثل ضربة قوية لمساعي البوليساريو.
كما أن تصنيف بعض الدوائر البحثية الأوروبية والأمريكية للجبهة الإنفصالية ضمن المنظمات ذات الطابع الإرهابي، بسبب الاشتباه في ارتباط عناصر منها بشبكات تهريب وسلاح تنشط في منطقة الساحل، يزيد من الضغوط عليها ويقلل من فرص تعاطف المجتمع الدولي مع قضيتها.
في ظل هذه التحولات المتلاحقة، تجد موريتانيا نفسها أمام مفترق طرق، فالحفاظ على موقف الحياد التقليدي قد يصبح أكثر صعوبة في ظل ديناميكية إقليمية جديدة تتشكل على حدودها، الأمن الإقليمي، واستقرار الداخل الموريتاني، وتحقيق استدامة السلام في المنطقة.