24ساعة-متابعة
نشر الصحفي المغربي نورالدين الدغير منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم تحليلاً شاملاً ومتعمقاً للمشهد المعقد للعلاقات الإيرانية الأمريكية، مع التركيز على الديناميكيات المتغيرة في السياسة الخارجية الأوروبية والتحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
محددات السياسية الغربية
تغيير في إدارة السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي
-مغادرة جوزيب بوريل لمنصبه كمسؤول السياسة الخارجية وهو المعروف باعتداله و توازنه بالتعاطي مع الملف إيران
-تحل رئيسة الوزراء السلوفينية السابقة” كايا كالاس” محل بوريل وهي محملة بشحنة سالبة تجاه إيران على خلفية الحرب الأوكرانية، و يبدو أن رؤيتها السياسية ستكون نوعا ما أكثر تشددا مع إيران وقد تكون الرؤية الأوربية في الفترة المقبلة منسجمة مع الرؤية الأمريكية بشأن تقييد البرنامج النووي الإيراني
-محادثات أوربية إيرانية تصل جولتها الثانية، ويمكن وصفها بأن عصف فكري أكثر من محادثات وكل طرف يجس نبض الطرف الآخر ومحاولة امتزاج الرأي الإيراني بشأن توسيع مظلة ملفات المحادثات
-الجانب الأوروبي يلعب أوراقه الأخيرة مع إيران قبل وصول شهر سبتمبر، وهو الموعد الذي قد تذهب فيه اوربا لمجلس الأمن لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران أو ما يعرف بآلية الزناد
محددات أمريكية
-يصل الرئيس ترمب إلى إدارة البيت الأبيض بدء من 20 يناير ، و هو محكوم برؤية ترجح السياسة ومنطق الصفقات في معالجة الملف النووي الإيراني
-معطيات ومعلومات تشير أن إدارة الرئيس ترمب ستفسح مجالا للمفاوضات مع إيران يتراوح بين 6 إلى 9 أشهر للتوصل إلى اتفاق مع طهران، هذه الفترة ستكون خالية من أي تحرك أمريكي لزيادة الضغط على إيران
-الجانب الأمريكي قد يبحث عن تنازلات مهمة وهو يفاوض إيران على برنامجها النووي
-عدم فك الاشتباك خلال هذه الفترة ستدخل العلاقة الإيرانية الأمريكية إلى مرحلة توتر قد يكون عنوانها الأول زيادة حجم الضغوط الاقتصادية و السياسية على إيران بهدف إحداث خلخلة في الوضع الداخلي الإيراني
-هناك من يسعى ليكون خيار العمل العسكري على طاولة الإدارة الأمريكية
1-إسرائيل تبعث برسائلها لإدارة ترمب أن المعطيات تشير إلى تراجع قوة إيران في المنطقة و ذلك بناء على ما حققته في مواجهتها مع حماس، حزب الله، و سقوط نظام الأسد
2-المحافظون الجدد في أمريكا يرون في البرنامج النووي تهديدا ، و أن إيران تتجه لعسكرة برنامجها النووي،وقد يرون أن هذا كاف لتقوم واشنطن بعمل عسكري ضد إيران
3-المعارضة الإيرانية تبني سردية للإدارة الأمريكية على أن النظام في طهران يعيش مراحله الأخيرة وهو في طريقه إلى الزوال
محددات إيرانية
عمليا ليس هناك أي اعتراض على إطلاق مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية
-معطيات تشير أن هناك رؤية في الأوساط الإيرانية الرسمية لاترى أي مانع للحوار المباشر مع واشنطن، لكن هذا القرار هو قرار للنظام قد يفصل فيها في اللحظة المناسبة
-معطيات تشير بأن هناك تبادل للرسائل لايزال فاعلا بين طهران و واشنطن من خلال شخصيات بارزة ودول فاعلة كاليابان و سلطنة عمان
-هناك توجه سياسي يرى بضرورة توسيع مظلة المفاوضات و ألا تقتصر على ملف واحد بهدف خفض حجم التنازل في حال الملف الواحد و الحصول على امتيازات مهمة
-الملفات قد تكون متنوعة وغير النووي يمكن أن يكون على طاولة المفاوضات البرنامج الصاروخي، اتهام إيران بالانخراط في الحرب الأوكرانية، و ما لذى إيران في الملفات الإقليمية
الخلاصة
-التغيرات التي شهدتها المنطقة قد يكون لها دور مهم في تسهيل عملية التفاوض مع إيران، وهناك احتمال كبير للتوصل لاتفاق في الموعد المحدد
السيناريو الأسوأ هو فشل المفاوضات
الخيار الأمريكي :
-فرض مزيد من العقوبات و إعادة فرض العقوبات الدولية و الرهان عليها لتحريك الداخل الإيراني
-التحرك العسكري وهذا الأمر لن يفعل إلا إذا توصلت واشنطن إلى حقيقة مفادها أن إيران بدأت تسلح برنامجها النووي
الخيار الإيراني
-هل ستتوجه إيران إلى عسكرة برنامجها النووي،
يبدو إيران أرسلت تطمينات إلى واشنطن عبر الوسطاء بأنها لن تغير عقيدتها النووية، و أنها لاتزال ملتزمة بفتوى المرشد الإيراني بمنع التصنيع العسكري النووي
-معوقات في طريق القنبلة النووية
1-قبل الإقدام على أي إجراء من هذا القبيل فايران مطالبة بالخروج من معاهدة الحد من الانتشار النووي و وقف العمل بمعاهد الضمانات الشاملة، التحرك باتجاه هذه الخطوة سيعجل من نقل ملف إيران إلى مجلس الأمن و إدخالها مرة في دوامة العقوبات الدولية( سيناريو كوريا الشمالية) وهو ما لا تحبذه إيران
2-التوجه مباشرة إلى التفجير النووي دون القيام بالاجراءات القانونية اللازمة يقرؤ مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والتزامات، و هذا الأمر سيدخل البرنامج النووي ضمن دائرة التهديد العالمي وقد يفتح الباب لخيار العمل العسكري لقوى دولية معارضة كالولايات المتحدة مع حلفائها و إسرائيل
-إيران ترى أن لها بدائل ردع بعيدا عما يمكن أن يصطلح عليه بعناصر القوة الصلبة و اللجوء الى عناصر القوة الناعمة.