24 ساعة ـ متابعة
في تحليل استراتيجي جديد، أكد الضابط البريطاني المتقاعد سايمون مايال، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع البريطانية، أن المغرب يمثل حليفا أساسيا في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
وجاء ذلك في تقرير نشره مايال في صحيفة “التلغراف” البريطانية، تحت عنوان “المد والجزر السياسي في أفريقيا يتغير: على بريطانيا أن تكون واضحة بشأن أصدقائها”.
وأشار التقرير إلى أن المملكة المغربية تقف “حصنا منيعا” في وجه القوى المزعزعة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الأطراف التي تعمل وكلاء لروسيا وإيران.
كما شدد مايال على ضرورة أن تعزز الحكومة البريطانية دعمها لخطة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، معتبرا أن هذه الخطوة ستساهم بشكل فعال في تعزيز الأمن الإقليمي، كما أنها ستفتح آفاقًا اقتصادية واسعة أمام الشركات البريطانية.
خطة الحكم الذاتي تعزز الأمن والاستقرار والازدهار
وحسب مايال، فإن “خطة الحكم الذاتي تعزز الأمن والاستقرار والازدهار”، وتقدم “أملًا حقيقيًا للسكان المتضررين من النزاعات طويلة الأمد، بمن فيهم اللاجئون في مخيمات تندوف بالجزائر”.
وحذر الضابط البريطاني من أن استمرار معارضة هذه الخطة يصب في مصلحة الجهات التي تستثمر في إبقاء الجمود السياسي، دون تقديم أي فوائد ملموسة لسكان المنطقة.
ويرى مايال أن الدعم البريطاني لمبادرة الحكم الذاتي المغربية هو ضرورة استراتيجية وأخلاقية، مؤكدا أن هذا ليس مجرد “التصرف الصحيح سياسيا ودبلوماسيا، بل إنه يفتح أيضا فرصا للشركات البريطانية”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، شهدت التجارة بين المملكة المتحدة والمغرب طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت تقريبًا لتصل إلى 4.2 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2024. ويعتبر المغرب بالفعل موردا رئيسيا للمنتجات الزراعية إلى المتاجر البريطانية الكبرى، دون أن يشكل ذلك منافسة للمنتجين المحليين.
كما لفت مايال الانتباه إلى الاستثمارات المغربية في مجالات واعدة مثل الطاقة الخضراء والرعاية الصحية والبنية التحتية، كفرص جذابة لمشاركة الأعمال البريطانية.
تأييد لندن لخطة الحكم الذاتي المغربية تتماشى مع سياسات الحلفاء الغربيين
وأوضح التقرير أن تأييد المملكة المتحدة لخطة الحكم الذاتي المغربية يتماشى مع سياسات الحلفاء الغربيين الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
وذكر مايال أن اعتراف لندن الأخير بالخطة في إطار شراكة ثنائية جديدة يمكن أن يسهم في تحويل الإجماع الدولي في الأمم المتحدة نحو حل دائم لنزاع الصحراء المفتعل.
واختتم مايال تحليله بالقول إنه قد حان الوقت للمملكة المتحدة لتحديد شركائها الموثوق بهم في القارة الأفريقية بشكل واضح، مشددًا على أن “الواقعية التقدمية” في السياسة الخارجية تتطلب الوقوف إلى جانب دول مثل المغرب، التي تقدم الاستقرار والفرصة والمسارات الموثوقة للسلام.