24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
شهدت سواحل شاطئ المضيق، لحظة نادرة عكست بوضوح الصورة التي يفضل الملك محمد السادس أن يظهر بها أمام شعبه: ملك بسيط، قريب، ومتفاعل بعفوية.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مقطع فيديو يظهر جلالته وهو يقود دراجة مائية “جيت سكي”، بعيدًا عن أي مظاهر بروتوكولية أو ترتيبات أمنية معتادة.
ملامح البساطة والعفوية
ظهر الملك في الفيديو بملابس بحرية بسيطة، منغمسًا تماما في نشاطه الترفيهي، دون أي حواجز تفصله عن محيطه العام.
هذا المشهد يؤكد، مرة أخرى، على الطابع الشخصي للملك المتحرر من ثقل المراسيم، حتى خلال إجازاته الخاصة. ولم يكن هناك حراس يحيطون به، ولا موكب رسمي، بل وجد رواد الشاطئ أمام “ملك إنسان” يستمتع بلحظات استجمام كأي مواطن مغربي.
لقد سمع بوضوح في المقطع أصوات مواطنين يحيون الملك بكلمات ترحيب وإعجاب، في تفاعل تلقائي عزز الطابع العفوي للمشهد.
هذه التفاعلات ليست مجرد لحظات عابرة، بل تعكس حالة القرب التي يشعر بها الناس تجاه العاهل المغربي خلال ظهوره غير الرسمي في الفضاء العام.
وتؤكد هذه اللحظات على العلاقة الفريدة بين الملك وشعبه، علاقة مبنية على الود والاحترام المتبادل وحب وترابط يعكس تاريخي طويل من التلاحم بين الشعب والعرش.
المضيق: وجهة صيفية ذات دلالات رمزية
يقيم الملك محمد السادس في مدينة المضيق خلال موسم الصيف، كعادته منذ سنوات، حيث يخصص هذه الفترة للاستجمام والاستراحة بعيدا عن الالتزامات الرسمية.
وتصبح المدينة الوجهة الساحلية واحدة من أبرز ملامح عطلة العاهل المغربي، ليس فقط لأنها مكان للاسترخاء، بل بما تحمله من دلالات رمزية مرتبطة بتواضعه وسهولة اندماجه في الفضاء العمومي.
وعلى الرغم من أن هذا الظهور كان غير رسمي بطبيعته، إلا أنه لا يخلو من رسائل ضمنية تتجاوز لحظة الترفيه بحد ذاتها. و يعيد التأكيد على البعد الإنساني في شخصية الملك، ويعزز انطباعا عاما لدى شرائح واسعة من المواطنين حول قربه من الناس وبساطته في المواقف الشخصية.
ويذكر هذا المشهد بنموذج ملك اختار منذ بداية العهد الجديد التخفف من طقوس البروتوكول، لصالح حضور ميداني تلقائي في الحياة اليومية للمغاربة.
هذا التوجه يعكس رؤية ملكية حديثة، تسعى إلى بناء جسور التواصل المباشر مع الشعب، بعيدًا عن الحواجز التقليدية.
كما يأتي هذا المشهد في سياق خاص يتزامن مع العد التنازلي لاحتفالات عيد العرش، التي تخلد هذا العام الذكرى السادسة والعشرين لتولي الملك محمد السادس العرش. إنها مناسبة تستعيد من خلالها الدولة والمجتمع مسار التحولات التي عرفها المغرب في ظل مشروع ملكي يجمع بين الاستمرارية والتجديد.
ويبقى هذا الظهور الأخير للملك دليلا آخر على استمرارية هذا المشروع، الذي يضع الإنسان في صلب اهتماماته، ويعزز مبدأ القرب بين الملك وشعبه الوفي.