24ساعة-متابعة
في تحليل لافت نشرته قناة DW الألمانية، برز المغرب كبديل جذاب ومتزايد الأهمية لدول منطقة الساحل والصحراء، التي تبحث عن شركاء جدد في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة وابتعاد عن العلاقات التقليدية مع الدول الأوروبية.
وأكدت القناة الألمانية هذا التوجه من خلال تسليط الضوء على الدعم الذي أبداه وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو. للمبادرة المغربية. لتمكين هذه الدول من الوصول إلى التجارة العالمية عبر موانئ المغرب الأطلسية.
وأفادت DW أن وزراء خارجية دول تحالف دول الساحل (AES)، الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو – وهي دول اتخذت خطوات لإنهاء الوجود العسكري الفرنسي والغربي على أراضيها ولجأت إلى روسيا للحصول على الدعم الأمني – عبروا عن تأييد بلدانهم لهذه المبادرة خلال اجتماع عقدوه مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في الرباط يوم الاثنين الماضي.
وأوضحت القناة أن هذا الاجتماع يندرج في إطار العلاقات “المتينة والراسخة” التي تجمع المملكة المغربية بالدول الثلاث الشقيقة. ونقلت عن الوزراء تعبيرهم عن امتنان رؤساء دولهم “للاهتمام الدائم” الذي يوليه الملك محمد السادس لمنطقة الساحل، وكذلك لـ “المبادرات الملكية” الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان المنطقة.
وتكتسب المبادرة المغربية لتمكين دول الساحل والصحراء من الوصول إلى المحيط الأطلسي أهمية خاصة، حيث أعلن عنها المغرب، الذي يعتبر مستثمرًا رئيسيًا في قطاعات حيوية بغرب إفريقيا كالملاحة والزراعة، في عام 2023. جاء هذا الإعلان بعد أن كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قد فرضت قيودًا تجارية على الدول الثلاث، مما جعل الحاجة إلى منافذ تجارية بديلة أكثر إلحاحًا. ووصف وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، هذه المبادرة بأنها تساهم في “تنويع مصادر وصولنا إلى البحر”.
تقرير القناة يبرز الدور المتنامي للمغرب
ويُبرز التقرير الألماني الدور الإقليمي المتنامي للمغرب، مشيراً في هذا الصدد إلى وساطة المغرب الناجحة في ديسمبر الماضي لإطلاق سراح أربعة جواسيس فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو. وهو ما جاء بعد أشهر من اعتراف فرنسا بسيادة الرباط على الصحراء المغربية. مما يعكس تشابك الملفات والروابط الدبلوماسية في المنطقة.
وتأتي زيارة وزراء خارجية تحالف دول الساحل إلى الرباط في سياق إقليمي مشحون. لا سيما مع تدهور العلاقات بين دول التحالف والجزائر.
فقد أعلنت مالي مطلع الشهر الجاري استدعاء سفيرها لدى الجزائر على خلفية اتهامها للجزائر. بإسقاط طائرة مسيرة تابعة لجيشها على الأراضي المالية، وهي اتهامات رفضتها الجزائر.
يعكس هذا التوتر الإقليمي، إلى جانب التاريخ الطويل من التباعد والأزمات بين المغرب والجزائر. الذي تعود جذوره إلى قضايا معقدة. من بينها ملف الصحراء المغربية وحرب الرمال وإغلاق الحدود والتراشق بالاتهامات. حاجة دول الساحل والصحراء إلى شركاء يمكن الاعتماد عليهم خارج نطاق الخلافات البينية. والتأثيرات الأوروبية المتضائلة.
وهكذا، تؤكد قناة DW الألمانية أن المغرب يبرز كخيار استراتيجي ومفضل. بفضل مبادراته الاقتصادية ودوره الدبلوماسي وعلاقاته الراسخة، ليكون بديلاً “جيداً” عن الدول الأوروبية. في هذه المنطقة الحيوية من القارة الإفريقية.