محمد الشمسي
دعوا هذا الفيلم يكتمل ولا تفسدوه بضجيجكم، احتفظوا بتضامنكم المبهم، وابلعوا بياناتكم ، وارحمونا من نصرة من خلف حواسيبكم، فهي بالكاد قد ترفع نسبة مشاهدات صفحاتكم السوداء، وأريحونا من جعجعتكم في شوارعكم التي لا تخلف وراءها غير الازبال والتلوث السمعي.
ولنجلس جميعا نتفرج على المعنى الحقيقي لرهن الارواح في خدمة الاوطان، ونشاهد حفل تقديم الأبناء والأنفس قرابين لخدمة القضية … لنكتشف جميعا المعنى الحقيقي للإنسانية.
إنهم “الجبارون” بشهادة القرآن، رضعوا أثداء الشجاعة والبطولة، والموت جارهم وصديقهم الحميم، وتباكيكم عليهم يفسد علينا الاثارة والجرأة، فالأباة يعشقون الموت وسط الزغاريد، ….كفكفوا دموع البهتان واعلموا ان المحتل لن يفك قيد محتل آخر …لستم أحرارا حتى تؤلمكم محنهم ، أنتم محتلون من الجهل والجبن والتخلف، أنتم و اوطانكم تحتلكم أنظمة بعضها قريب من العصابات وأخرى هي من العصابات أشد، لو كان لصخبكم جدوى لحررتم انفسكم واوطانكم، تفرجوا على الملاحم وأريحونا من زعيقكم.
انا أعلن باسم كل من يشاطرني الفكرة اننا ننسحب من دعم فلسطين، بعدما فهمنا أننا نحن من يحتاج للدعم من فلسطين ….فلن أضع علم فلسطين ولا رمزا من رموزها في”بروفايلي” فالقضايا لا تنتصر بخرق الثوب ولا بتدوينات الفيس وغيره…اخرسوا ودعونا على الاقل نتلقن منهم بكل شجن معنى حب الوطن ومعنى ان يقف الطفل في وجه مدفع رشاش ومعنى ان تزفه امه الى قبره و لا يستغرق دفنه دقائق ليعود الجميع للمقاومة التي باتت هناك مرادفا للحياة.
فلنخرس جميعا و لنشد لجام أفواهنا ولنحول اتجاه مقعراتنا الهوائية صوب ما نجيده ونتقنه وهو التفرج على التفاهة، فالتفاهة للتافهين ونحن أتفه خلق الله على هذه الارض.
لا تخرجوا في مسيراتكم الملتبسة، بعضكم يريدها تجارة وآخر يبغيها عوجا ، ولا تقلقوا راحة رجال ونساء أمن بلدانكم، فلو كان فيكم نسمة شجاعة لثرتم ضد عيشتكم الضنكى.
لنترك الفلسطينيين في فلسطينهم فهم يعرفون كيف يعشقونها وكيف يسترجعونها وعدوهم يدرك أنهم ” الجبارون” الذين ينفر منهم الموت، فلا يمكننا نحن معشر الخوافين الخانعين الخاضعين ان نقدم شيئا لهم، فهم ليسوا في محنة كما نتوهم بل العذاب كل العذاب هو ذلك الذي نحياه نحن في اليوم الاف المرات، نتذوقه من صمودهم من طموحهم من إصرارهم من لهفتهم على النوم في القبر.
وماذا قدمنا لهم منذ منتصف القرن الماضي؟، ألم نخنهم حين وثقوا فينا، وجعلنا حروبهم نكدا عليهم يوم ارسلنا الجنود لساحات القتال وارسلنا تقريرا بعددهم وعتادهم للعدو…؟
فلتنقل “الجزير” مشاهد الرعب على الهواء، فقد بات ذلك لا يختلف لدينا عن حلقات الرسوم المتحركة، فحتى مقر “الجزيرة” قريب جدا من قواعد عسكرية داعمة للغزاة …ولتنشر”الجزيرة” غضبا مشوها لزعماء أوطان مغلولون مقيدون باتفاقية” السلطة مقابل الخرس”…تأخروا في غضبهم الاصطناعي، ربما انتظرا طويلا قرب جهاز “الفاكس” لتخرج لهم نسخا مما يقولون.
وما بال العالم المتحضر الراقي و العصري والمتطور والعابد الناسك في كنائس حقوق الانسان والحيوان ، أليس منع أداء صلاة جريمة في قوانينكم؟ ، وماذا لو كان المصلي هو صاحب الدار والمانع غاشم محتل جائر؟،..تلك بلاغاتهم تبعث على الخجل، يا لعاركم، تطالبون ” الطرفين بضبط النفس”، تضعون الظالم والمظلوم في كفة واحدة وتزنون ذلك بميزان الخزي من التاريخ…فويلكم من التاريخ.
نستودعك الله يا فلسطين ، آثرنا التخلي عنك فقد اكتشفنا أننا مجرد حمولة زائدة ستعيق مجدك وصمودك…لا يخدعك “تضامننا الكاذب” فهو مثل ” الحمل الكاذب”، لكن اسمحي لنا ان نستلهم منك المعنى الحقيقي للإنسانية…فهناك ميت وآخر حي ولا ندري أيهما في الضفة الأبهى.