24 ساعة-أسماء خيندوف
يواصل رئيس الحكومة الفرنسية الجديدة، فرانسوا بايرو، إجراء مشاورات مكثفة لتشكيل فريقه الوزاري. ومن بين الأسماء البارزة التي لفتت الانتباه عزيز سني، رجل الأعمال الفرنسي من أصل مغربي، والمقيم بمدينة مانت لا جولي في إقليم إيفلين، الذي يُرف بقربه الكبير من رئيس الوزراء.
ووفقا لصحيفة “لوباريزيان“، فإن عزيز سني، البالغ من العمر 48 عاما، يعد مرشحا محتملا لتولي حقيبة وزارة العمل أو وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أو حتى منصبا في الأمانة العامة للدولة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن التشكيلة الحكومية خلال الأيام المقبلة، وسط تكهنات كبيرة بشأن دور سني في هذه الحكومة، خصوصا أنه يعتبر من الشخصيات الموثوقة لدى بايرو، الذي تولى رئاسة الحكومة في 13 دجنبر الجاري.
و يتمتع سني بخبرة واسعة في عالم الأعمال والسياسة، حيث أسس قبل 20 عاما شركة متخصصة في خدمات التاكسي الجماعي، بهدف تقاسم الرحلات بين العملاء لتقليل تكلفة التنقل. وقد حقق هذا المشروع نجاحا كبيرا جعله من الشخصيات البارزة في ريادة الأعمال بفرنسا. ولم يتوقف عند هذا النجاح، بل أطلق مشاريع أخرى، من بينها صندوق استثماري موجه لدعم الأحياء السكنية وتعزيز التنمية فيها.
و إلى جانب إنجازاته العملية، ألف عزيز سني كتابا بعنوان “المصعد الاجتماعي معطل، لذا أخذت السلم”، الذي صدر عام 2005 عن دار النشر “أرشيبيل”، والذي يحكي فيه عن رحلته في عالم الأعمال والصعوبات التي واجهها كرجل أعمال من أصول قادمة من الأحياء الشعبية.
كما يعرف سني بمبادراته الاجتماعية، إذ يرأس جمعية “أحياء الأعمال”، التي تهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال في المناطق المهمشة. وفي شتنبر الماضي، أطلق النسخة الأولى من فعالية “دافوس الضواحي”، التي تهدف إلى مناقشة قضايا التنمية في هذه المناطق.
أما على الصعيد السياسي، تأثر سني بأفكار حزب الحركة الديمقراطية (MoDem)، مما دفعه لدخول عالم السياسة. ففي سنة 2007، خاض الانتخابات التشريعية مرشحا عن الدائرة الثامنة لإقليم إيفلين. وظل مقربا من فرانسوا بايرو، عمدة مدينة بو، على علاقة وثيقة به، ما يجعل ترشيحه لمنصب وزاري في الحكومة الجديدة محتملا للغاية.
وإذا حصل عزيز سني على حقيبة وزارية، فسيكون ذلك خطوة تعزز التنوع والتكامل في الحكومة الفرنسية، وتجسد قصة نجاح رجل أعمال ومواطن فرنسي من أصل مغربي تجاوز الصعوبات ليصبح رمزا للاندماج والريادة.