24 ساعة-عبد الرحيم زياد
يشكل غرق السفينة الروسية “أورسا ميجر” في البحر المتوسط، يوم الثلاثاء الماضي، بين الجزائر واسبانيا، بعد اتهامات بتعرضها لعمل إرهابي، حدثًا بالغ الأهمية يستدعي تحليلاً دقيقًا لتداعياته المحتملة على المنطقة وعلى الساحة الدولية. هذا الحدث الخطير يسلط الضوء على تزايد التهديدات الأمنية في البحر المتوسط، ويدعو إلى إعادة النظر في الاستراتيجيات الأمنية للعديد من الدول.
أسباب وسيناريوهات محتملة للغرق
على الرغم من أن السلطات الروسية، أرجعت سبب غرق السفينة إلى “عمل إرهابي”، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الأسباب الدقيقة لهذا الحادث. بحيث لا يستبعد المراقبون عددا من السيناريوهات المحتملة، في مقدمتها العمل الإرهابي، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا وفقًا للادعاءات الروسية. بحيث من غير المستبعد قد يكون الهجوم استهدف السفينة بشكل مباشر، أو ربما كان عملًا عشوائيًا استهدف أي سفينة تمر في المنطقة.
أيضا لا يستبعد المحللون أن تكون السفينة الروسية تعرضت لحادث تقني أدى إلى غرقها، بحيث لا من غير المستبعد أن تكون السفينة قد تعرضت للغرق نتيجة عطل فني أو انفجار في غرفة المحرك، كما أشارت إليه بعض التقارير الأولية.
في حين لا يمكن استبعاد أسباب أخرى مثل سوء الأحوال الجوية أو خطأ بشري، ولكن هذه الاحتمالات تبدو أقل ترجيحًا في ظل الاتهامات الروسية الصريحة بأن الحادث نتج عن عمل ارهابي.
تداعيات سياسية واقتصادية للحادث
لقد أثار غرق السفينة الروسية “أورسا ميجر” في البحر المتوسط، خاصةً في ظل الاتهامات بعمل إرهابي، تساؤلات جدية حول تداعيات هذا الحادث على الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، بحيث إن هذا الحدث الخطير يمثل مؤشراً مقلقاً على تزايد التوترات في هذه المنطقة الحيوية، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الإقليمي والدولي.
إذ من غير المستبعد أن يساهم حادث غرق السفينة الروسية في تصعيد التوترات في منطقة البحر المتوسط، خاصةً في ظل التنافس الجيوسياسي القائم بين القوى الكبرى في منطقة غرب المتوسط التي تعد منطقة حيوية حساسة من العالم.
كما يمكن أن تكون للحادث تداعيات اقتصادية، بحيث لا يستبعد أن يتسبب الحادث في اضطرابات في حركة التجارة البحرية في المنطقة، مما يؤثر سلبًا على الاقتصادات المحلية والدولية، خصوصا و أن المنطقة تعتبر ممرا بحريا مهما على صعيد التجارة الدولية.
السفينة الغارقية لها علاقة بالجيش الروسي
وكانت وكالة رويترز، قد نقلت عن الشركة المالكة لسفينة الشحن الروسية “أورسا ميجر” التي غرقت في البحر المتوسط قولها إن السفينة غرقت بسبب”عمل إرهابي”،
ووفق المصدر ذاته، فإن شركة “إس كيه – يوج” هى الشركة المشغلة للسفينة، وتتبع شركة “أوبورون لوجيستيكس”، وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركتين فى عام 2022، بسبب علاقاتهما بالجيش الروسي، كما فرضت عقوبات على السفينة نفسها.
وكانت الشركة المالكة، قالت فى بيان سابق أصدرته فى 20 ديسمبر إن السفينة تحمل رافعات من المقرر تركيبها فى ميناء فلاديفوستوك الروسي، بالإضافة إلى قطع غيار لكسارات جليد جديدة.
وشُيدت السفينة المنكوبة فى عام 2009، وتعود ملكيتها النهائية إلى شركة “أوبورون لوجيستيكس”، التى تشارك فى مشاريع بناء عسكرية لوزارة الدفاع الروسية.