24 ساعة-عبد الرحيم زياد
تصاعدت حدة الدعاية والهجمات الإعلامية التي يشنها النظام العسكري الجزائري ضد دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذه الحملة ليست مجرد رد فعل عابر، بل تعكس دوافع استراتيجية عميقة تتعلق بمصالح إقليمية. وتنافس جيوسياسي. في هذا المقال، نسلط الضوء على السببين الرئيسيين وراء هذه الهجمات: استثمار الإمارات في المبادرة الملكية الأطلسية المغربية. ومشاركتها الكبيرة في مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا.
الإمارات: مستثمر رئيسي في المبادرة الملكية الأطلسية المغربية
تعتبر المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها المغرب. مشروعا طموحا يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين دول الساحل الأفريقي والمغرب. مع التركيز على تحسين الوصول إلى المحيط الأطلسي.
هذه المبادرة تُعزز النفوذ المغربي في القارة الأفريقية، مما يثير قلق النظام الجزائري الذي يرى فيها تهديدًا لموقعه الإقليمي.
دولة الإمارات، بصفتها شريكا اقتصاديا وسياسيا قويل للرباط. تلعب دورا حاسما في تمويل ودعم هذه المبادرة.و استثماراتها الكبيرة في مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول الساحل، مثل السنغال وموريتانيا. تعزز من فعالية المبادرة وتوسع النفوذ الاقتصادي للمغرب.
هذا الدور الإماراتي النشط لا تنظر اليه الجزائر بعين الرضا. بل تراه كعامل يقوض طموحاتها الإقليمية. خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الجزائر والمغرب حول قضايا مثل الصحراء المغربية.
النظام العسكري الجزائري، الذي يعتمد على الدعاية للحفاظ على صورته كقوة إقليمية، يرى في الإمارات خصما يعيق أجندته السياسية.لا لشيء سوى انها داعمة للمغرب سياسيا ايضا . خاصة في قضية الصحراء المغربية، بحيث تعتبر دبي من أوائل الدول التي فتحت قنصلية لها بمدينة العيون بالصحراء المغربية. لذا، يلجأ إلى شن حملات إعلامية تستهدف تشويه صورة الإمارات. في محاولة بائسة لتقويض شراكتها مع المغرب والتشكيك في نواياها في المنطقة.
المشاركة الإماراتية في مشروع خط أنابيب الغاز المغرب-نيجيريا
السبب الثاني وراء الهجمات الجزائرية هو الدور الإماراتي البارز في مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا. هذا المشروع الضخم. الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر دول غرب إفريقيا إلى المغرب ومن ثم إلى أوروبا. يعتبر أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في القارة. يُتوقع أن يعزز الأمن الطاقي في المنطقة. ويقوي مكانة المغرب كمركز إقليمي لتوزيع الطاقة.
الإمارات، بفضل خبرتها الواسعة في قطاع الطاقة واستثماراتها الكبيرة. تعتبر شريكا رئيسيا في هذا المشروع. دعمها المالي واللوجستي يساهم في تسريع تنفيذ المشروع. مما يعزز من النفوذ الاقتصادي والسياسي للمغرب في غرب إفريقيا. هذا الوضع يُثير استياء الجزائر، التي كانت تطمح لأن تكون المزود الرئيسي للغاز إلى أوروبا عبر خطوطها الأنبوبية الحالية.
كما تخشى الجزائر أن يؤدي نجاح هذا المشروع إلى تقليص حصتها في سوق الطاقة الأوروبية. خاصة في ظل الطلب المتزايد على مصادر طاقة بديلة بعد الأزمات الجيوسياسية الأخيرة. ونتيجة لذلك، تلجأ الطغمة العسكرية إلى شن هجمات دعائية ضد الإمارات، محاولة تصويرها كدولة تسعى للهيمنة على الموارد الإفريقية. في محاولة لإضعاف الثقة في المشروع وشراكتها مع المغرب.
تكشف الهجمات الجزائرية ضد الإمارات عن حالة من القلق الاستراتيجي إزاء الدور المتعاظم للإمارات في دعم المغرب وتعزيز نفوذه الإقليمي. سواء من خلال استثماراتها في المبادرة الملكية الأطلسية أو مشاركتها في مشروع خط أنابيب الغاز المغرب-نيجيريا، تُظهر الإمارات التزامًا قويًا بتعزيز التنمية والاستقرار في إفريقيا.
في المقابل، يعكس رد الفعل الجزائري. نهجا قائما على الدعاية والتضليل. في محاولة للحفاظ على نفوذها المتآكل. لكن مع استمرار الشراكة المغربية-الإماراتية في تحقيق إنجازات ملموسة. يبدو أن هذه الحملات الدعائية لن تكون كافية لتغيير موازين القوى في المنطقة.