الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تتواصل في محكمة الاستئناف بمدينة بوردو الفرنسية، جلسات محاكمة رجل فرنسي يبلغ من العمر 40 عاما، متهم بمحاولة قتل طفله البالغ من العمر 5 سنوات في الصحراء المغربية. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها في القضية يوم 21 يناير 2025.
و تعود تفاصيل الحادثة إلى شهر دجنبر الماضي، عندما أوقفت السلطات الإسبانية في ميناء الجزيرة الخضراء زوجين فرنسيين، وهما أستاذان للموسيقى من منطقة جيروند، أثناء محاولتهما ركوب عبارة متجهة إلى المغرب. وكشفت التحقيقات أن الزوجين كانا يخططان للتضحية بطفلهما “الممسوس” في الصحراء المغربية يوم عيد الميلاد، اعتقادا منهما أن هذا الفعل سيؤدي إلى “بعثه من جديد مثل المسيح”.
و جاءت عملية الاعتقال بعد تحقيق فتحه مكتب المدعي العام في بوردو يوم 19 دجنبر، إثر تلقي بلاغ من امرأة أعربت عن مخاوفها بشأن سلامة الطفل، وهو ابن صديقين لها.
واستنادا إلى هذه المخاوف، صدر بحق الزوجين أمر اعتقال أوروبي، ليتم اعتقالهما في إسبانيا وتسليمهما لاحقًا إلى السلطات الفرنسية.
كما وجهت إلى الزوجين تهم تتعلق بـ”تكوين عصابة إجرامية بهدف ارتكاب جريمة أو جنحة”، بالإضافة إلى تهمة “الإخلال بالالتزامات القانونية بما يعرض صحة وسلامة وأخلاق وتعليم طفلهما للخطر”. وقد تم وضع الطفل تحت رعاية مؤقتة لدى أفراد من عائلته، في حين أفرج عن الأم في وقت لاحق بشرط مراقبتها قضائيا وإبعادها عن منطقة جيروند.
أما الأب، فما زال قيد الاحتجاز منذ اعتقاله، حيث رفضت المحكمة الإفراج عنه. وفي جلسة استماع أخيرة، تقدم باستئناف لقرار تمديد حبسه الاحتياطي.
و خلال المحاكمة، أنكر الأب التهم الموجهة إليه، مدعيا أنه كان يمر بحالة “صوفية” نهاية عام 2023، واصفا تجربته بـ”الاستثنائية مع الله”. وقال أمام المحكمة: “لم أتحدث أبدا عن التضحية بابني، أنا بريء وأحب ابني، كان السفر إلى الصحراء حلما يراودني منذ الطفولة”.
وفي المقابل، المحكمة استندت إلى تسجيلات صوتية جمعها المحققون لمكالمات أجراها الأب مع زوجته من داخل السجن، رغم أن هذه المحادثات كانت محظورة عليه. وفي التسجيلات، سمع الأب وهو يطلب من زوجته “الكذب على القاضية وتقديم الأمور بطريقة أقل إثارة للقلق”، مشيرا إلى رغبته في مغادرة فرنسا إلى المغرب أو تونس بعد الإفراج عنه.
ويترقب الرأي العام الفرنسي الحكم النهائي، إذ تمثل هذه القضية تذكيرا صارخا بضرورة تعزيز حماية الأطفال من المخاطر التي تهدد سلامتهم، مهما كانت المبررات أو الظروف.