محمد العبدلاوي – 24 ساعة
في هجوم إعلامي خطير من النظام الحاكم بالجزائر على دولة الإمارات العربية المتحدة مستخدما مصطلحات عنيفة عبر القناة الرسمية، على خلفية استضافة قناة سكاي نيوز العربية، المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث الذي زعم بأن الأمازيغية التي هي مكوّن للهوية الوطنية وفق الدستور الجزائري، “صنيعة صهيونية فرنسية.
وقد وصف التلفزيون الجزائري دولة الإمارات بدويلة المصطنعة التي تحولت إلى مصانع للفتنة وبث السموم الإيديولوجية، مستغلة تاجر إيديولوجيا في سوق التاريخ.
وفي هذا الصدد قال لجريدة” 24 ساعة” الإلكترونية، دكتور محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاضي عياض، أن هذا الموقف يعكس الحالة التي وصل إليها النظام الجزائري، وهي حالة العزلة على اعتبار أن النظام العسكري الجزائري الحالي له اجندة حاول من خلالها أن يعكس أن الجزائر، هي الدولة القوية في منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الحوض المتوسطي من خلال تصريحات الجزائريين وبالتالي فهذا الطموح الغير المحسوب بالنسبة للجزائر فقد أسقطها في نوع من الغرور وكذلك أسقطها في عدم القدرة على إدارة وتدبير ميزان علاقتها مع مجموعة من الدول، والإمارات ليس هي الدولة الوحيدة الآن التي تتعرض لهذا الهجوم من الدبلوماسية الجزائرية ومن الموقف الرسمي الجزائري، على اعتبار أن القناة هي قناة رسمية جزائرية، وهي من قامت بتلاوة بلاغها، لذلك فالجزائر بهذا الموقف تجعل نفسها في موقف لا تحسد عليه وفي عزلة مطبقة.
وأضاف دكتور الغالي، أنه لاحظنا كيف دبرت الجزائر مواقفها مع إسبانيا عندما اعترفت بمبادرة الحكم الذاتي وكذلك فرنسا ودول أخرى، وكيف تتعامل الآن مع دول الساحل الإفريقي، “النيجر مالي بوركينا فاصو”، وبالتالي فهذا الموقف لن يكون الأول أو الاخير، وبالتالي فالجزائر مقبلة في علاقتها المستقبلية على هذا النوع من ردود الأفعال التي تعكس عدم قدرتها على تنفيذ أجندات معلنة أو غير معلنة.
كما اعتبر الغالي عضو الأكاديمية المغربية للدراسات السياسية والدستورية، أن الجزائر حاولت جاهدة عزل المملكة المغربية بإستعمال الدسائس والجهود والمؤامرات التي تقوم بها والمال الكبير الذي تنفقه في هذه الأفعال، فإنها تجد نفسها دائما أمام الباب المسدود وامام الحائط السميك، معتبرا أن ثمن محاولة عزلة المملكة المغربية هو الذي جعل الجزائر في هاته الوضعية وجعلها معزولة من حيث دبلوماسيتها لأنه ليس في صالحها ان تدخل كل مرة في مناوشات وهجومات على الدول كل شهر تقريبا، مضيفا أن الموقف الجزائري يعكس حالة التردي وحالة العزلة المطبقة التي أصبح عليها النظام العسكري الحاكم.
وقال محمد الغالي ايضا ان هذا النوع من ردود الأفعال العنيفة، فهو يعكس طبيعة النظام العسكري الذي يحكم الجزائر، معتبرا أن النظام المنفرد بالسلطة فهو لا يهدأ ولا يطمئن إلا إذ حاول أن يخلق هذا النوع من المخاطر من أجل إيهام الداخل بأن الدولة مستهدفة من الخارج محاولا تثبيت أقدامه وشرعيته بهاته الطريقة البائسة واليائسة والتي تكلف الدولة الشيء الكثير من التنمية و رفاه مواطنيها.