24 ساعة-عماد مجدوبي
شهدت المملكة المغربية يوم الإثنين 22 أبريل الجاري إجراء انتخابات جزئية همت ما يقارب 27 عمالة وإقليم، وأسفرت نتائجها عن فوز كاسح لأحزاب التحالف الحكومي الثلاثي، والمتمثلة في حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، التي حصدت ما يفوق 80 في المائة من المقاعد المتنافس عليها.
وقال المحلل السياسي محمد زهور إن الانتخابات الجزئية كرست الحضور القوي لأحزاب التحالف الحكومي، مشيرا إلى أن نتائج هذه الاستحقاقات أفرزت فوز الأحزاب الثلاثة، بأزيد من 80% من المقاعد.
واعتبر زهور في تصريحه لـ”24 ساعة”، أن هذه النتائج تؤكد هيمنة أحزاب الحكومة وحضورها القوي داخل الانتخابات الجزئية التي عرفتها مجموعة من الجماعات الترابية، وهو مؤشر يدل على وجود نوع من التحالف بين هذه الأحزاب، سواء على مستوى تقديم المرشحين في عدد من الدوائر، أو من خلال استثمار ضعف المعارضة، التي لم تقدم إلى حدود الساعة أي بديل حقيقي عن السياسة الحكومية المعتمدة من طرف التحالف الثلاثي.
وأوضح المتحدث ذاته، أن غياب بدائل واضحة ومقنعة من طرف المعارضة، عزز من حضور الأحزاب الثلاثة وفوزها في هذه الانتخابات الجزئية.
وأضاف أن هذه النتائج تشير أيضا إلى أن الأحزاب الثلاثة ما زالت تحتفظ ببنية تنظيمية تشتغل وتؤثر، ما يعطي مؤشرات على أن الحزب الذي سيتصدر انتخابات 2026 سيكون أحد الأحزاب الثلاثة المكونة للتحالف الحكومي الحالي، أي حزب الأحرار أو حزب الاستقلال أو حزب الأصالة والمعاصرة.
كما أكد زهور أن هذه الأحزاب لا تزال حاضرة على مستوى مجموعة من الدوائر، وأنها عززت حضورها بسهولة في هذه الانتخابات، ما مكنها من تحقيق هذه النتيجة القوية التي تجاوزت 80 في المئة من المقاعد.
وفي المقابل، سجلت هذه الانتخابات تراجعا كبيرا بالنسبة لمرشحي أحزاب المعارضة، خاصة حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي، لأسباب مرتبطة بعدم تقديمهما لبدائل، خصوصا في ظل السياق الصعب الذي تشتغل فيه الحكومة، والمتمثل في الجفاف والأزمات الجيوسياسية الدولية التي أثرت على القدرة الشرائية.
وخلص زهور إلى أن التدابير التي اتخذتها الحكومة ربما ساهمت في إقناع جزء كبير من المواطنين، وهو ما مكن أحزاب الأغلبية من حصد أصواتهم في هذه الانتخابات الجزئية.