24 ساعة- محمد أسوار
أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن مدريد ستطرح المخاوف التي عبر عنها المغرب، مؤخرا، حول التهديدات الإرهابية والأمنية، التي باتت تشكل خطرا على منطقة الساحل، في جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المزمع عقدها يوم الثلاثاء المقبل، في قاعدة رامشتاين الجوية التابعة للقوات الأمريكية غربي ألمانيا.
وأفادت تقارير إعلام إسبانية، أن ألباريس، عبر عن قلقه من التهديدات التي قد تواجهها الدول الأعضاء في الحلف بسبب ضعف حدودها في الجنوب، مثل الهجرة وأزمة الطاقة والهجمات على الأمن السيبراني والإرهاب.
وأبرزت على أن ألباريس، قال، عقب لقاء جمعه بنظيره الإيطالي لويجي دي مايو، إنه سيطلب الدعم من دول الحلف، لوضع هذه “التهديدات المختلفة” على طاولة الناتو. أملا أن يتخذ الأخير “قرارات مهمة” ويتبنى هذه المخاطر في استراتيجيته.
تحذير مغربي من تهديدات الجماعات الإرهابية في الساحل
يأتي ذلك على بعد من أسبوع من المقابلة التي أجراها حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مع وكالة الأنباء الإسبانية ”ايفي”، حيث قال إن منطقة الساحل، التي شهدت صعودًا غير مسبوق لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأصبحت بؤرة الإرهاب التي تقلق المغرب كثيرًا لكونها “ملاذًا آمنًا” للجهاديين؛ متهما سلطات الجارة الجزائر بالتقصير في تقديم يد العون.
وأضاف مدير ”البسيج” أن ”داعش تنشط بشكل مكثف في منطقة الساحل – الشريط الذي يمر عبر إفريقيا من الشرق إلى الغرب أسفل الصحراء الكبرى – مما يولد أيضًا “قلقًا كبيرًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويشكل تهديدًا ليس فقط لأفريقيا ولكن أيضا للدول العربية والأوروبية ”.
وأكد أن أكثر ما يقلق المغرب حاليا هو منطقة الساحل التي أصبحت ”ملاذا آمنا وخصبا للشبكات الإرهابية منها داعش بعد هزيمتها في سوريا والعراق”.
وسلط الشرقاوي الضوء على أن منطقة الساحل تنتشر فيها أنشطة مختلف شبكات الجريمة المنظمة المتخصصة في الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والتهريب وتهريب الأسلحة والمخدرات.
تهديدات مرتزقة ”فاغنر” الروسية في القرن الافريقي
ارتباطا بالتحديات الأمنية دائما المتوقع طرح في قمة ”الناتو”، بدأ تزايد حضور روسيا في القارة السمراء، مقابل التراجع الأوروبي، يؤرق زعماء دول الحلف، خصوصا بعد ظهور حركات مناهضة لـ ”المستعمر القديم”، والتوجه نحو خلق تحالف جديد مع موسكو.
واستعرضت صحيفة ”eldia” الإسبانية، في مقال تحليلي، اليوم السبت 23 أبريل الجاري، نماذج التوغل الروسي في افريقيا، منها مثلا أن معظم الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدت غرب افريقيا في 21 شهرا الماضية، تم التلويح خلالها بالأعلام الروسية ورُددت شعارات ضد فرنسا.
كما دعت تظاهرات حاشدة، اليوم في بوركينا فاسو، إلى التعبئة لمطالبة السلطات بتشكيل تحالف مع موسكو. بالنسبة لهذه الحركة الاجتماعية ، فإن فرنسا غير قادرة على ضمان أمن مستعمراتها السابقة ويجب أن تسعى إلى قوة جديدة لوقف تدهور الأمن القومي والعدد المتزايد من المشردين داخليا.
كما أن الكاميرون وروسيا، وقعتا اتفاق تعاون عسكري جديد الأسبوع الماضي، لتبادل المعلومات في مجال الدفاع والأمن، فضلا عن التدريب المشترك للقوات.

ويتضح ذلك أيضا، وفق الصحيفة، من خلال دعم موسكو للحكومة الانتقالية في مالي، بقيادة أسيمي غويتا، وإرسال شحنات، مؤخرا، من المواد الحربية إلى باماكو. واستقبل الجيش المالي طائرتي هليكوبتر قتاليتين ورادارات مراقبة روسية يوم الاثنين الماضي، إضافة إلى الأسلحة التي تسلمها في غشت الماضي. وتأتي هذه الشحنات في إطار اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين، والتي تعززت بعد انسحاب القوات الأوروبية من الأراضي المالية. وتسليم الجيش الفرنسي قاعدة جوسي العسكرية في وسط البلاد إلى القوات المالية يوم الثلاثاء الماضي.
ويتعين على القوات المسلحة المالية تعزيز تواجدها في القاعدة الفرنسية القديمة لمحاولة وقف تقدم الحركات الجهادية الإسلامية، الذين تمكنوا في عام 2012 من السيطرة على مناطق في البلاد.
ونشرت مجموعة مرتزقة ”فاغنر” الروسية؛ والتي تنكر موسكو وجود ارتباطات رسمية بها، عبر الشبكات الاجتماعية؛ بعد ساعات من رحيل القوات الفرنسية، مقاطع مصورة مفبركة تظهر جثث عشرات الجنود الفرنسي المحترقة تدفن تحت الرمال. وهو الأمر الذي سارع الجيش الفرنسي إلى نفيه، مؤكدا أنها حملة تشهير، وبفضل صور الأقمار الصناعية، يوضح أن موقع الدفن يبعد ثلاثة كيلومترات عن القاعدة العسكرية ”جوسي” الفرنسية السابقة في مالي.
قتل المدنيين وحرق جثثهم بدم بارد
وقالت الصحيفة الإسبانية إنه في نفس اليوم الذي غادرت فيه فرنسا قاعدة ”جوسي”؛ أقدمت قوات ” فاغنر” وجنود ماليين على قتل العديد من المدنيين أثناء تسوقهم في بلدة هومبوري، وفقًا لمعطيات منظمة ”CC Development Aid ”. وهي العملية التي قتل فيها قائد من المرتزقة الروسية أيضا.
وقبل ذلك، أبلغت القوات المسلحة المالية عن هجوم إرهابي في المنطقة. وأوضح رئيس المنظمة غير الحكومية، رافائيل جاريود ، لـ ”Efe”، أن البلدة التي وقع فيها الحادث، يبلغ عدد سكانها حوالي 2000 نسمة، وأن عناصر ”فاغنر”، اعتقلوا أكثر من 600 رجل في أربع شاحنات. على الرغم من أن هذه ليست أول مذبحة للمدنيين.
وتحدثت العديد المنظمات غير الحكومية في مالي، وأيضا منظمة ”هيومن رايتس ووتش”، عن وقوع مذبحة نهاية مارس الماضي، في مورا، حيث قتل الجيش المالي و عناصر ”فاغنر” 300 مدني. وبحسب المنظمة غير الحكومية ، فقد تم حرق ودفن العديد من الجثث؛ ومعظمهم أصيبوا برصاصة في الرأس؛ في مقابر جماعية.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها هذا الأسبوع من أن السلطات المالية لم تسمح بعد لمحققي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة بالدخول إلى تلك القرية.