24 ساعة-أسماء خيندوف
أدانت محكمة الأطفال في أورليان مراهقا مغربيا يبلغ من العمر 16 عاما بالسجن لمدة 16 شهرا، مع إمكانية ترحيله إلى المملكة، على خلفية اعتدائه على الحاخام آرييه إنجلبرغ في مارس الماضي.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى حينما كان الحاخام يسير مع ابنه في أحد شوارع المدينة، قبل أن يعترض طريقه المراهق ويسأله إن كان يهوديا، لتندلع مشادة انتهت بالضرب والبصق والعض.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية بأن المراهق تمسك، خلال جلسات المحاكمة، بروايته التي يصر فيها على أن الحاخام هو من بدأ الاعتداء، مدعيا أنه تصرف دفاعا عن نفسه، وهو ما رفضته المحكمة بعد الاستماع إلى الشهادات وأقوال الضحية. وأشارت المحامية إيزابيل ليفي إلى أن العائلة لا تزال تعاني من تداعيات هذا الحادث، مؤكدة أن الطفل الضحية لم يتجاوز الصدمة بعد.
ووفق معطيات الدفاع، فإن الشاب المغربي وصل إلى فرنسا بمفرده عبر رحلة بحرية نحو برشلونة ثم برا إلى أورليان، ويعيش منذ شتنبر الماضي داخل دار للرعاية، وهو حديث الاندماج في النظام المدرسي ولا يتقن اللغة الفرنسية بطلاقة، مما زاد من هشاشة وضعه الاجتماعي والنفسي.
وأصدرت المحكمة حكمها بسجنه 12 شهرا نافذة مع إضافة عقوبتين من شهرين لكل منهما تتعلقان بمخالفات أخرى. كما قررت إخضاعه لتدبير تربوي قضائي لمدة سنتين لمرافقته خلال فترة الاعتقال وبعدها.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن المراهق قد يواجه، بعد بلوغه سن الرشد في أكتوبر 2026، قرارا إداريا بالترحيل إلى المغرب، وهو إجراء مستقل عن المسار القضائي.
من جانبها، اعتبرت محامية الضحية أن العقوبة الصادرة “مخففة” مقارنة بخطورة الأفعال، رغم تثبيت المحكمة لظرف التشديد المرتبط بمعاداة السامية، فيما اعتبر محامي الدفاع أن الحكم متناسب مع الوقائع والشخصية الهشة للمتهم، مشيرًا إلى عدم وجود نية للاستئناف في الوقت الراهن.