وفاء لما تلقاه من تكوين في المعهد الملكي للشرطة، وانسجاما مع ما تقتضيه الوظيفة الأمنية من التقيد بالتعليمات ، يؤكد العميد عبد الحق عاطف، رئيس الدائرة الثالثة للأمن الوطني بأكادير ( حي تالبرجت )، أن الانضباط وروح العمل الجماعي شرطان أساسيان لنجاح الأداء المهني لرجال الأمن ، كيفما كانت رتبتهم، ومهما اختلفت المهام الموكولة إليهم.
ظل هذا المبدأ ولازال قناعة راسخة في عقل العميد عاطف منذ بداية مشواره المهني الذي استهله سنة 2005 كضابط شرطة في مفوضية الأمن بمدينة سيدي بنور التي قضي فيها أربع سنوات من العمل ، استطاع خلالها بفضل احتكاكه مع رؤسائه من ذوي التجربة المتراكمة أن يبني رصيده الشخصي من الدراية ببعض أسرار المهنة ، وامتلاك مفاتح النجاح الخاصة بها.
فقد كان يتصور مفوضية الأمن التي ابتدأ فيها عمله، وكأنها “ولاية أمن مصغرة” تضم عددا محدودا من الموظفين الأمنيين الذين يقومون بواجبهم ، كل حسب المهمة المسندة إليه، وفي الوقت نفسه كانت ظروف الاشتغال تسمح للعاملين في المفوضية بالتواصل في ما بينهم، واقتسام المعلومات، وبلورة سيناريوهات مواجهة القضايا المطروحة، وغيرها من الأعمال التي تصب كلها في اتجاه استتباب الأمن وخدمة الوطن والمواطن.
في هذه الأجواء المتسمة بروح العمل الجماعي، استطاع العميد عاطف أن يتعرف عن قرب على مختلف المهام الموكولة لرجال الأمن ، مما أهله منذ بداية مشواره المهني ليحظى بثقة رؤسائه حيث كانت تسند إليه مهمة رئيس مفوضية الأمن بالنيابة، وهذا ما شجعه على الاجتهاد أكثر إيمانا منه بأن الوظيفة الأمنية لا تنتهي بمجرد التخرج من مركز التكوين وتسلم المهام، وإنما تقتضي من رجل الأمن الاحتكاك مع قيدومي المهنة من ذوي الحنكة والتجربة المهنية ، إلى جانب التكوين المستمر ومواصلة الإطلاع على المستجدات الطارئة.
وفي هذا السياق، وموازاة مع القيام بوظيفته الأمنية، جدد العميد عاطف الصلة مع التحصيل العلمي حيث حصل على شهادة الإجازة في القانون العام، بعدما سبق له أن حصل قبل ذلك سنة 2001 على شهادة الإجازة في الاقتصاد، ليواصل بعد ذلك تعميق وتوسيع مؤهلاته العلمية التي تتأقلم مع وظيفته، حيث حصل سنة 2015 على شهادة الماستر من جامعة الحسن الأول بسطات ، بعدما حضر في هذا الإطار بحثا قيما حول بؤر الأخطار في الأحياء الهامشية، جمع فيه بين ما هو قانوني ، وما هو سوسيولوجي واستقصائي .