24 ساعة-متابعة
تألقت الممثلة رجاء خرماز في مسلسل “إللي” الأمازيغي، الذي لاقى استحسانا واسعا من قبل الجمهور المغربي، ويعرض المسلسل طيلة شهر رمضان على قناة “تامازيغت”، ويأتي كإضافة نوعية للمشهد التلفزيوني المغربي.
الشخصية الرئيسية، “إيلي”، التي تجسدها خرماز، تعتبر نموذجا للشخصية الديناميكية التي تمر بتحول جذري من حياة الترف إلى مواجهة قسوة، حيث تبرز الممثلة من خلال أدائها المتميز قدرتها على تجسيد التلوينات النفسية والسلوكية المعقدة.
وأكدت رجاء خرماز في حوار لـ “24 ساعة”، أن المسلسل يعكس قصة إنسانية مليئة بالتفاصيل الدقيقة، مما يجعله عملا فنيا يستحق المشاهدة.
مسلسل “إيلي” يتناول قضايا اجتماعية عميقة تهم المجتمع المغربي، ماهي فكرة المسلسل والرسالة التي يحاول إيصالها؟
تدور أحداث المسلسل حول قضايا اجتماعية تهم المجتمع المغربي بشكل عام، سواء الناطق باللغة الأمازيغية أو غير الناطق، وتتناول قصة عائلة ثرية تنتقل من حالة الترف إلى حالة الفقر المدقع.
وخلال رحلة التحول إلى نقطة الصفر، تواجه العائلة جملة من التحديات والمشاكل والصعوبات، وتكتشف مجموعة من الحقائق الصادمة عن العلاقات المحيطة بها، والتي كانت مبنية على النفاق والمجاملات. هذا هو جوهر القصة التي يقدمها المسلسل، والتي تظهر بوضوح في الكتابة والإخراج والتصوير، وإلى جانب هذه الأسرة، هناك أسر من مختلف الطبقات الاجتماعية، التي تشاركها نفس هذه الأحداث.
شخصية “إيلي” التي تجسدينها في المسلسل تظهر كشخصية غير مبالية، كيف كانت تجربة تجسيد هذه الشخصية، وما هي التحديات التي واجهتك؟
لم يكن تجسيد شخصية “إيلى” بالأمر السهل، فهي شخصية مختلفة عني تماما، ولم يسبق لي أن لعبت دورا مشابها، تطلب مني ذلك العمل على الشخصية من الناحية الخارجية والتركيبة النفسية، وتطوير أدوات وآليات تمثيل جديدة. لقد بذلت جهدا فكريا ونفسيا كبيرا في هذا الدور، وآمل أن أكون قد وفقت فيه.
وتدور شخصية “إيلى” حول فتاة تنتمي إلى أسرة ثرية، لكنها تفتقر إلى تقدير قيمة الأسرة. تتسم شخصيتها بالعفوية والتلقائية، وغالبا ما تتصرف دون تفكير مسبق.
وخلال الأحداث، تفقد “إيلى” كل شيء، خلال رحلة تحولها، وتتعلم تحمل المسؤولية وتقدير العلاقات الإنسانية الحقيقية، وتكتشف أن ما كانت تظنه مهمًا لم يكن كذلك، يطرأ تحول كبير على شخصية “إيلى”، فتصبح أكثر مسؤولية، وتتعلم تقدير العلاقات الإنسانية، وستدرك قيمة أخ لها لم تكن تهتم به من قبل، وتتعرف على العلاقات الإنسانية البسيطة ذات العمق، وتتحمل المسؤولية وتبدأ في بناء آرائها على أسس صحيحة وواقعية.
وبالنسبة لي كان هذا التحول هو التحدي الأكبر، وهو بناء شخصية تنتقل من قمة الثراء إلى الفقر المدقع، وتجسيد التلوينات المختلفة لهذه الشخصية دون الوقوع في النمطية.
بذلت جهدا كبيرا وآمل أن أكون قد وفقت في ذلك، لا أريد أن أكشف المزيد عن الأحداث، فالمسلسل لا يزال في بدايته، والأحداث القادمة ستكون أكثر تشويقا.
نجاح المسلسل يعتمد بشكل كبير على تفاعل الجمهور، كيف ترين تجاوب المشاهدين مع “إيلي” حتى الآن، وما هي توقعاتك للمراحل القادمة من العمل؟
نجاح أي عمل فني يعتمد في النهاية على تقبل الجمهور وتفاعله معه، نحن كفريق عمل بذلنا مجهودات كبيرة لتقديم عمل يعكس واقعا اجتماعيا حقيقيا، وعملنا في ظروف يسودها التفاهم والتعاون والحب، وكل فرد من الفريق أدى دوره بإتقان، ولم نبخل بأي جهد لتقديم عمل جيد يحترم المشاهد المغربي.
وأنا شخصيا راضية جدا عن النتيجة، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور، وبالنسبة للأحداث القادمة، لا أريد أن أكشف الكثير، لكني أؤكد أنها ستكون أكثر تشويقا وستكشف عن جوانب جديدة من شخصية “إيلي” وتطوراتها.