24ساعة-متابعة
اختار مسلمو مدينة مليلية المحتلة، هذا العام أن يبعثوا برسالة عميقة من التضامن والمسؤولية، معلنين تخليهم طواعية عن ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى.
وجاء هذا القرار استجابة للتوجيهات الملكية السامية التي أطلقها الملك محمد السادس وأمير المؤمنين، والتي دعا فيها إلى مراعاة الظروف الصعبة التي تعيشها فئات واسعة من المجتمع.
أزمة اقتصادية وارتفاع مهول في الأسعار
أفادت صحيفة إسبانية أن هذه المبادرة تنبع من وعي جماعي بعمق الأزمة الاقتصادية الخانقة، وارتفاع أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم ما بين 16 و18 يورو، مما جعل اقتناء الأضحية حلما بعيد المنال بالنسبة لأغلب الأسر، وهذا الواقع المرير دفعهم إلى إعادة التفكير في جوهر العيد وقيمه الحقيقية.
معاناة صامتة ودعوة للضمير الجماعي
وصف البيان الذي أوردته الصحيفة، التوجيهات الملكية بأنها “رسالة مسؤولية وواقعية”، تعكس جوهر القيم الإسلامية الأصيلة المبنية على التكافل الاجتماعي والتآزر بين أفراد المجتمع، لا على المظاهر والطقوس الشكلية.
وبحسب المصدر ذاته، وجهت الجالية المغربية في مدينة سبتة المحتلة، دعوة صريحة إلى الجزارين والمهنيين في القطاع، للمبادرة بالقيام بواجبهم الأخلاقي تجاه المحتاجين، معتبرين أن الأزمة تتجاوز بعدها الاقتصادي لتصبح امتحانا حقيقيا للضمير الجماعي.
عيد الأضحى: فرصة للتقاسم لا للاستهلاك
دعا مسلمو مليلية في البيان المذكور، إلى جعل عيد الأضحى فرصة للتقاسم ومساعدة الغير، بعيدا عن الحسابات الاستهلاكية الضيقة، مبرزين أن الهدف هو أن تظل هذه المناسبة الدينية لحظة لرفع المعاناة عن كاهل المتضررين، لا لتعميقها، وأن تكون الشعيرة تقربنا من جوهر الإسلام القائم على الرحمة والتكافل، لا من مظاهره الخارجية فقط.