إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الحادية عشر
يعد مصطفى حجي واحدا من أبرز نجوم كرة القدم المغربية، حيث صنع اسمه كلاعب موهوب ترك بصمة قوية في مختلف الأندية الأوروبية التي لعب لها، إضافة إلى مسيرته المميزة مع المنتخب الوطني.
ولد حجي في 16 نونبر 1971 بمدينة تيزنيت جنوب المغرب، لكنه هاجر مع عائلته إلى فرنسا وهو في العاشرة من عمره، حيث بدأ شغفه بكرة القدم، التحق بمدرسة نانسي وتدرج في فئاتها إلى أن وصل للفريق الأول سنة 1991، ليبدأ رحلة تألقه في الملاعب الأوروبية، بعد خمسة مواسم ناجحة مع نانسي، خاض تجربة مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي، قبل أن يحقق حلمه باللعب في أحد أقوى الدوريات، حيث انضم إلى ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني عام 1997 في صفقة قياسية وقتها بلغت 6 ملايين يورو.
واصل حجي رحلته الكروية في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة كوفنتري سيتي ثم أستون فيلا، ليؤكد مكانته كأحد أفضل المحترفين المغاربة، مر بتجارب في إسبانيول الإسباني، ثم في الخليج وألمانيا ولوكسمبورغ، قبل أن يعلن اعتزاله عام 2010.
على المستوى الدولي، تألق حجي مع المنتخب المغربي بين 1993 و2004، حيث شارك في أكثر من 60 مباراة وسجل 13 هدفا، كان أشهرها هدفه الرائع في مرمى مصر خلال كأس الأمم الإفريقية في التسعينيات، كما توج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا عام 1998، ليخلد اسمه ضمن أساطير الكرة الإفريقية.
بعد اعتزاله، اتجه إلى التدريب، حيث شغل منصب المدرب المساعد للمنتخب المغربي في عدة فترات، إلى جانب أسماء مثل بادو الزاكي وهيرفي رونار ووحيد خليلوزيتش، كما خاض تجربة تدريبية في قطر.
يواصل حجي ترك بصمته في تاريخ الكرة المغربية، مؤكدا أن الأساطير لا تنتهي باعتزالها، بل تستمر بإرثها وتأثيرها في الأجيال القادمة.