24 ساعة – محمد العبدلاوي
اعتبر الناشط السياسي والقيادي السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن الجزائر باتت محاصرة بالحكم الذاتي كخيار وحيد لحل نزاع الصحراء، وأنها تحاول رسم جدار وهمي يفصل بينها وبين البوليساريو وفي الوقت ذاته تذر الشوك في طريق تقدم الحكم الذاتي لعلها تبدد او تضعف الزخم الذي يحظى به المقترح المغربي.
وأوضح ولد سلمى في تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، أنه ليس مصادفة أن يستعرض “غالي” بالأمس قواته في تيندوف بمناسبة الذكرى ال 52 لإعلان البوليساريو الكفاح المسلح في ال 20 ماي 1973، ولم يكن من عادة الجبهة الاحتفال بالشكل الاستعراضي الذي رأيناه في هذه المناسبة الا كل خمس سنوات، مضيفا أنه لم يكن مصادفة أن يستعرض اليوم 21 ماي”شنقريحة” قواته في الناحية العسكرية الثالثة التي تتمركز أساسا في منطقة تيندوف تحت عنوان تفتيش دوري.
وتابع في ذات التدوينة ان أخذ الوزير “عطاف” صورة سيلفي مع وزير خارجية البوليساريو بالامس في بروكسل، وكذا توديع الجزائر الرسمية الاستثنائي لسفير الجبهة لديها المعين منذ أزيد من شهر و نصف وزيرا للتعليم في حكومة البوليساريو، حيث اعتبر ولد سلمى هذه الصور الغرض منها توصيل رسالة للدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية أن البوليساريو كيان سياسي منفصل عن الجزائر، وليس مجرد (200) ألف لاجئ صحراوي يعيشون فوق التراب الجزائري كما قال مستشار “ترامب” للشرق الاوسط وشمال افريقيا مؤخرا، وان الجزائر متوقفة عن دعم البوليساريو عسكريا حفاظا على استقرار المنطقة كما صرح بذلك الرئيس “تبون”، لكنها لنفس سبب استقرار المنطقة تدعم حقهم في تقرير المصير، و هم أي البوليساريو أحرار في اختياراتهم، و من أراد مناقشة اي حل يتعلق بتقرير المصير فوجهته ينبغي أن تكون “تيندوف” و ليس “المرادية”.
وأضاف القيادي السابق فى جبهة البوليساريو الانفصالية، والذي كان قد عبر عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي، أن الرسالة الثانية التي تبعث بها القيادة الجزائرية من وراء استعراض البوليساريو المسلح في هذه الظرفية، تفيد القول بأن دمج البوليساريو قسرا في النسيج المغربي ستكون تبعاته خطيرة على المغرب نفسه.
هذا وكانت القيادة الانفصالية بالبوليساريو قد قامت بنفي مصطفى ولد سلمى خارج المخيمات بعد معارضته لنهجها في تدبير الملف الصحراوي، و دعمه لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء مشكل اللاجئين.