24 ساعة-متابعة
دخلت منظمة “ما تقيش ولدي” على خط حادثة الطفلة غيثة، التي هزت الرأي العام وأثارت موجة تعاطف واسعة، ووصفت ما وقع بشاطئ سيدي رحال بأنه “فاجعة مأسوية”، مطالبة بفتح تحقيق نزيه ومستعجل، ومحاسبة المسؤولين، وتعويض الأسرة المتضررة.
الواقعة تعود إلى تعرض طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات لحادث خطير، بعدما أقدم سائق مركبة رباعية الدفع على جر دراجة مائية (جيت سكي) فوق الشاطئ، ما أسفر عن دهس الطفلة وإصابتها بجروح بليغة.
وفي بلاغ صحفي توصلت “24 ساعة” بنسخة منه، اعتبرت المنظمة أن هذه الحادثة تطرح “تساؤلات حارقة”، من أبرزها: “لماذا تستعمل الشواطئ المخصصة للاستجمام كممرات لمركبات ثقيلة؟”، وتساءلت عن غياب المراقبة والإجراءات الوقائية التي يفترض أن تضمن حماية الأطفال والأسر.
وسلطت الجمعية الضوء على ما وصفته بـ”التسيب” في تدبير الفضاءات الساحلية، متسائلة عن مدى احترام القانون رقم 81.12 المتعلق بالساحل، والذي يمنع صراحة سير المركبات بالشواطئ، معتبرة أن الإهمال هو ما حول فضاء عاما إلى مسرح لفاجعة إنسانية.
وطالبت “ما تقيش ولدي” بفتح تحقيق فوري وجاد لتحديد المسؤوليات، ومتابعة السائق جنائيا، مشددة على أن “سلامة الأطفال مسؤولية جماعية لا تحتمل التهاون أو الإهمال”.
كما دعت إلى إصدار دورية مستعجلة من وزارتي الداخلية والتجهيز لمنع استعمال الشواطئ من طرف المركبات، باستثناء الحالات التي تقتضي تدخلا رسميا تحت مراقبة السلطات، واقترحت تخصيص فضاءات بعيدة عن المصطافين لممارسة الرياضات البحرية مثل “الجيت سكي”، إضافة إلى جبر ضرر الأسرة المتضررة نفسيا واجتماعيا.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر من عائلة الطفلة غيثة أن حالتها الصحية بدأت في التحسن، بعد أيام عصيبة قضتها بقسم الإنعاش في أحد مستشفيات الدار البيضاء، وهو ما بعث نوعا من الارتياح في نفوس أسرتها وكل المتضامنين معها.
وبينما لا يزال الحادث يثير تفاعلا واسعا، خرج والد الطفلة عن صمته ليرد على الإشاعات المتداولة، مؤكدا أن “السائق متابع في حالة اعتقال ولم يفر من مكان الحادث”، وأن “القضية تأخذ مسارها القانوني الصحيح”.
وأضاف الأب في تدوينة على مواقع التواصل: “الحمد لله، ربي كتب لبنتي عمر جديد، لكن الضغط النفسي كبير”، محذرا من صفحات تنتحل اسم ابنته لجمع تبرعات مشبوهة، ومشددا: “لا أنا ولا الزوجة طلبنا مساعدات مادية، وليس لدينا أي حسابات عامة”.