24 ساعة-متابعة
تواصلت، أمس الاثنين 24 يونيو الجاري، العروض السينمائية للأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة، في إطار الدورة الحالية لمهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، بعرض الفيلم الروائي الطويل “قصة الخريف” للمخرج المصري كريم مكرم.
ويندرج عرض هذا العمل السينمائي في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، التي تعرف مشاركة 15 فيلما طويلا، تمثل 12 بلدا إفريقيا للتنافس على الجوائز الست للمهرجان.
ويعد فيلم” قصة الخريف”، الذي يشهد أول عرض له بالمغرب، التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرج كريم مكرم، بعد سلسلة من الأعمال الوثائقية والقصيرة، وقد تطلب إنجازه سبع سنوات من العمل المتواصل بين الكتابة والإنتاج والمونتاج، ما يعكس إصرار المخرج على تقديم عمل مستقل يعكس رؤيته الفنية الخاصة.
ويتناول الفيلم قصة كاتب مشهور مصاب بمرض فقدان المناعة المكتسبة يعيش في عزلة يعاني معها من أزمة إلهام تجعله غير قادر على الإبداع في الكتابة، تتقاطع مصائره فيما بعد مع شخصيات أخرى تحمل جراحها، لتتشكل بينهم روابط إنسانية عميقة.
وفي هذا السياق، عبر كريم مكرم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته الكبيرة بالعرض الأول لفيلمه الروائي الطويل ” قصة الخريف”، الذي قدم ضمن فعاليات مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، مؤكدا أن هذا العرض يمثل محطة خاصة بعد سبع سنوات من العمل المتواصل بين مراحل الكتابة والإنتاج.
وأوضح المخرج المصري أن اختياره لمهرجان خريبكة لم يكن محض صدفة، بل جاء عن قناعة بمكانته التاريخية كأحد أعرق المهرجانات السينمائية في القارة الإفريقية، وهو ما سيمنح مشاركته قيمة خاصة، معبرا عن قناعته بأن “المخرج إذا امتلك الإرادة والرغبة الحقيقية، سيتمكن من إنجاز فيلمه رغم كل الصعوبات. وها هو فيلم قصة الخريف يعرض اليوم في أحد أبرز المهرجانات الإفريقية”.
كما أشار إلى أن التجربة السينمائية تحمل طابعا إنسانيا وتأمليا، آملا أن تكون مصدر إلهام لصناع السينما المستقلين، خاصة أولئك الذين يخوضون تجربتهم الروائية الطويلة الأولى.
من جهته، أشاد بطل “قصة الخريف”، يوسف عثمان، بالأجواء الفنية والثقافية التي يتميز يها المهرجان، معتبرا أن هذه التظاهرة تمثل منصة مهمة لتبادل الثقافات والرؤى السينمائية بين بلدان القارة الإفريقية.
وعن مضمون الفيلم، أوضح عثمان أن الفيلم يتناول قضية العزلة والوحدة التي قد يعيشها الإنسان حتى وهو وسط الآخرين، من خلال معالجة سينمائية دقيقة تسعى لتوصيل مشاعر إنسانية عميقة ببساطة وصدق، معبرا عن تطلعه في أن “يواصل الفيلم رحلته في مهرجانات عربية وإفريقية أخرى ليترك أثرا طيبا لدى الجماهير”.
كما شهد اليوم ذاته عرض الفيلم المغربي الطويل “كازابلانكا-داكار” للمخرج أحمد بولان، وهو عمل يروي قصة مهندس معماري يشتغل في دكار على وشك الالتحاق بزوجته الحامل بالدار البيضاء يجد نفسه أمام حدود مغلقة بسبب تفشي فيروس كورونا، ما يدفعه لسلك طرق أخرى غير مشروعة، لتصبح الرحلة رمزا للتقارب الثقافي الإفريقي.
كما تم عرض الفيلم الطوغولي “ميكوكو/ارتفاع” لمخرجته أنجيلا أكوير بورو، الذي يحكي قصة “ديلا” التاجرة بسوق “ميكوكو” التي اكتشفت أن زوجها عمدة البلدية ينوي هدم السوق وتعويضه بمركز تجاري.
وعن مسابقة الأفلام القصيرة، تم عرض ثلاثة أفلام وهي فيلم “معركة النسيان” لعبد العزيز باص من السينغال في إنتاج مشترك مع المغرب، وفيلم “دجاكا” من كوت ديفوار في إخراج مشترك لكل من ليونيل كوكو و ستيلا أوسامو.
وينظم مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويستقبل خلال هذه الدورة 350 سينمائيا من 45 بلدا، في احتفاء بالإبداع السينمائي الإفريقي، وبمواهبه الصاعدة، وتحولاته العميقة.
وتنعقد هذه الدورة تحت شعار “من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات: تجاذبات السينما الإفريقية”، حيث تهدف إلى فتح نقاش عميق حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المهن، والسرديات، والخيال السينمائي في القارة الإفريقية.