24 ساعة-متابعة
يواجه مواطن مغربي مقيم بفرنسا، يدعى “كريم.ك”، خطر الترحيل إلى بلده الأصلي رغم معاناته من وضع صحي دقيق استدعى خضوعه لعمليتين لزراعة الكبد، إلى جانب احتياجات علاجية معقدة تتطلب رعاية طبية دقيقة يصعب تأمينها خارج الأراضي الفرنسية.
وكان كريم، البالغ من العمر خمسين سنة، قد أجرى أول عملية زرع كبد سنة 2002 في مستشفى جامعة ليل، قبل أن يعود إلى المغرب ويواصل تنقلاته نحو فرنسا بانتظام لمتابعة العلاج والحصول على الأدوية الضرورية. كما ازداد وضعه الصحي تعقيدا في سنة 2017، عندما رفض جسده الكبد المزروع، ما استدعى نقله إلى بلجيكا ثم إلى فرنسا مجددا، حيث خضع لعملية زرع ثانية أنقذت حياته.
وبحسب ما أوردته “فرانس 3 ريجيون”، فقد استقر كريم بمدينة فيلينوف داسك الفرنسية بناء على نصيحة طبيبه المباشر، الذي شدد حينها على أن حالته لا تحتمل أي تأجيل في المتابعة الطبية. ولكن السلطات الفرنسية أصدرت في مارس 2023 قرارا بترحيله، بدعوى أن حالته الصحية باتت مستقرة ويمكن متابعتها في المغرب، مستندة إلى تقييم صادر عن المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج.
ولم تكلل محاولات كريم للطعن في القرار أمام المحاكم الفرنسية بالنجاح، رغم التقارير الطبية التي تؤكد حاجته إلى علاج متواصل داخل فرنسا. ويؤكد المتحدث احترامه لتطور المنظومة الصحية بالمغرب، مشيرا إلى إحراز تقدم في مجال زراعة الأعضاء، لكنه يشدد على أن وضعه يتطلب بروتوكولات دقيقة ومراقبة طبية لصيقة، لا يمكن توفيرها حاليا في بلده.
وفي شهادته للموقع الفرنسي، قال كريم: “أعاني من أمراض مزمنة كداء السكري، وأحتاج إلى تعديلات مستمرة في علاجي، إضافة إلى أدوية يصعب اقتناؤها بسهولة في المغرب”، مبرزا أن فقدان تصريح الإقامة المؤقتة منذ أبريل الماضي حرمه من العمل والمساعدات الاجتماعية، كما حال دون لقائه بعائلته المقيمة بالمغرب منذ أكثر من عامين.
ويعيش كريم اليوم في عزلة وإنهاك نفسي، على حد وصفه، في وقت يسعى فيه لإيصال صوته إلى المسؤولين المحليين، بمن فيهم محافظ المنطقة ورئيس البلدية، دون أن يتلقى أي رد حتى الآن.
كما يعتزم التواصل مع جمعيات مدنية تنشط في مجال الدفاع عن المرضى والمهاجرين، على أمل إيجاد حل إنساني يُجنّبه الترحيل ويؤمن له استمرار العلاج في بيئة آمنة.