24 ساعة ـ متابعة
تسعى الحكومة الفيدرالية النيجيرية بخطى حثيثة لجذب الاستثمارات الدولية اللازمة للمضي قدمًا في تنفيذ مشروع أنبوب الغاز الضخم الذي سيربط نيجيريا بالمغرب.
هذا المشروع الطموح، الذي تقدر كلفته بـ25 مليار دولار. يهدف إلى تزويد السوق الأوروبية بالغاز الطبيعي عبر الأراضي المغربية، مما يعزز أمن الطاقة في القارة العجوز ويدعم التنمية الاقتصادية في الدول التي يمر عبرها الأنبوب.
نيجيريا: قوة غازية عالمية تبحث عن شراكات شفافة
أكد نائب الرئيس النيجيري، كاشيم شتيما، خلال اجتماع مع مسؤولي شركة “فيتول غروب” الهولندية السويسرية، المتخصصة في تجارة الطاقة، على الإمكانات الهائلة لبلاده في مجال الغاز.
وأوضح شتيما أن نيجيريا تمتلك ثامن أكبر احتياطي من الغاز في العالم، وتتطلع إلى استثمار هذا المورد الاستراتيجي من خلال مشاريع شراكة قائمة على الشفافية والاستقرار.
ودعا شتيما المستثمرين الدوليين إلى الانخراط في هذا المشروع. الذي وصفه بالمكلف تقنيا أكثر منه ماليا، مؤكداً أن نيجيريا تراهن على خط أنابيب الغاز العابر لعدة دول إفريقية لتأمين موطئ قدم مستدام في السوق الأوروبية للطاقة.
اهتمام دولي متزايد ودعم مالي ولوجستي
شدد جيفري ديلا بينا، المدير المالي لشركة “فيتول” ورئيس وفدها، على التزام الشركة تجاه نيجيريا. مبرزاً استعداد “فيتول” لضخ استثمارات رأسمالية كلما اقتضت الحاجة، دعماً للبرامج الحكومية.
يواصل المشروع جذب اهتمام عدد من الأطراف الدولية، حيث سبق أن أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها المالي للمبادرة. كما أبدت مؤسسات تمويلية كبرى اهتمامًا ودعمًا، على غرار البنك الأوروبي للاستثمار، البنك الإسلامي للتنمية، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية.
وعلى الصعيد اللوجستي، أبرمت نيجيريا اتفاقاً مع شركة “جينغي ستيل” الصينية لتوريد المواد اللازمة لبناء الأنبوب. في حين أبدت الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامها بالاستثمار في المشروع نفسه. مما يؤكد على الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية لهذا الممر الطاقي.
المغرب: شريك رئيسي وبوابة عبور استراتيجية
أنجز المغرب دراسات الجدوى والهندسة الخاصة بالأنبوب الذي يبلغ طوله 5660 كيلومتر. ويمر عبر 13 دولة إفريقية. مما يعكس دوره المحوري كشريك استراتيجي وبوابة عبور للغاز النيجيري نحو أوروبا. وتطمح الرباط وأبوجا إلى بدء عمليات تسليم الغاز بحلول سنة 2029، في ظل إنشاء شركة مشتركة تشرف على كافة مراحل التنفيذ.