24 ساعة-متابعة
دقّت “تنسيقية هيئات الموانئ” الإسبانية ناقوس الخطر بشأن الوضع الذي وصفته بـ”غير القابل للتحمل” داخل ميناء الجزيرة الخضراء، نتيجة الازدحام الكبير الناجم عن عبور أكثر من 440 شاحنة في الساعة بين إسبانيا والمغرب، أغلبها متجهة إلى ميناء طنجة المتوسط، في إطار الدينامية التجارية المتصاعدة بين ضفتي المتوسط.
ورغم الأرقام القياسية التي احتفت بها إدارة الميناء، والتي بلغت أكثر من 50 ألف شاحنة خلال شهر مارس الماضي، إلا أن النقابة ترى أن هذا الازدهار يخفي أزمة هيكلية تهدد بانهيار وشيك في البنية التحتية والخدمات اللوجستية، مع انعكاسات مباشرة على العاملين وسائقي الشاحنات.
وأكدت التنسيقية أن الضغط المستمر يتسبب في “تآكل دائم” لقدرات الموارد البشرية، خصوصًا في صفوف شرطة الميناء التي تعمل تحت ضغط كبير، في ظل غياب الإجازات وساعات العمل الإضافية المتواصلة، مما يخلق توتراً مهنياً متزايداً.
ومن بين النقاط السوداء التي أثارتها النقابة، النقص الكبير في مرافق الانتظار والخدمات الأساسية كالمراحيض ومناطق الراحة، فضلاً عن غياب نظام معلومات دقيق حول مواعيد انطلاق السفن، ما يؤدي إلى طوابير طويلة وتأخيرات عشوائية.
وفي الوقت الذي تطالب فيه النقابة بخطة عاجلة وشاملة لتدارك الوضع، بما في ذلك فرض غرامات على الشركات المتسببة في الفوضى، تؤكد إدارة الميناء أنها بصدد تنفيذ إجراءات تقنية وتنظيمية، مثل تطوير تطبيق ذكي لتوفير المعلومات للسائقين، وإنشاء منطقة خارجية لتخفيف الضغط، وتحسين البنية التحتية الخاصة بالتوقف والخدمات.