الرباط-أسامة بلفقير
بدون مفاجئات تذكر، زكى المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران أمينا عاما لولاية جديدة، في وقت لازال الحزب يحاول لملمة مخلفات صدمة انتخابات 2021 التي حولته إلى مجموعة نيابية صغيرة في مجلس النواب.
ابن كيران حصل على أغلبية الأصوات ليتم انتخابه أمينا عاما، بينما أصبح ادريس الأزمي الإدريسي نائبا له، وهي إشارة واضحة على الدور الذي سيلعبه في المحطات القادمة، وخاصة بعد انتخابات 2026.
هدد من المؤشرات والسيناريوهات تدفع في اتجاه أن يصبح الأزمي الأمين العام الفعلي بعد انتخابات 2026، خاصة إذا لم ينجح الحزب في استعادة وهجه الانتخابي، وهو أمر يبقى مستبعدا جدا بالنظر إلى أنه سقط من الطابق السابع عشر.
في المقابل، لا يبدو عبد الإله ابن كيران مستعدا للتخلي عن أسلوبه الذي عرضه لانتقادات، وأدى إلى ابتعاد قيادات كبير. فبعد انتخابه، كان ينتظر الكثيرون أن يطرق بنكيران باب القيادات الغاضبة وتلك التي قدمت استقالتها، لكن الذي وقع هو عكس.
ابن كيران قال بصريح العبارة “أنا مغاديش نخلي هاد الشعب ونمشي عند السي فلان والسي فلان نرغبهوم باش يرجعو”، لافتا إلى أنه لم يطرد أحدا وأبواب الحزب تبقى مفتوحة.
بلغة أخرى، لا يريد ابن كيران أن يمد يده إلى القيادات التي أعلنت استقالتها من الحزب، بل واعتزالها السياسية، معتبرا أن علاقته مع هؤلاء يحكمها “الصواب”، وهي إشارات واضحة على أن عودة قيادات الصف الأول في المرحلة السابقة تظل مستبعدة.
ماذا سيفعل ابن كيران، إذن، في المحطة الانتخابية؟ عمليا، يواجه حزب “البيجيدي” تحديا كبيرا في استعادة قوتته الانتخابية، وقد يجد نفسه غير قادر على تغطية جميع الدوائر الانتخابية بأسماء وازنة قادرة على استقطاب أصوات المغاربة.
وفي انتظار محطة 2026 الانتخابية، سيكون على حزب العدالة والتنمية بذل مجهود كبير لتحقيق تقدم انتخابية، وانتظار “معجزة انتخابية” تقوده من المراتب المتأخرة إلى صف الأحزاب المرشحة لدخول الحكومة.