الدار البيضاء-أسماء خيندوف
سجلت واردات المغرب من حمض الكبريت خلال العام الماضي ارتفاعًا قياسيًا، حيث تجاوزت 2 مليون طن، وهو أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات، وفقًا للبيانات الجمركية التي حللتها منصة “الطاقة” المتخصصة. وتوزعت هذه الواردات على عدة دول، أبرزها الصين وإيطاليا.
بحسب المصدر ذاته، بلغ إجمالي الكميات المستوردة 2.01 مليون طن، تم توجيهها بشكل أساسي إلى مركز الجرف الأصفر التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات (OCP)، وذلك بالتزامن مع تشغيل وحدتين جديدتين لحرق الكبريت في المركز.
اتفاقية طويلة الأمد مع قطر
أبرم المكتب الشريف للفوسفات اتفاقية مع “قطر للطاقة” في نونبر الماضي، تمتد لعشر سنوات، لتوريد الكبريت الخام، وهو مادة أساسية في إنتاج حمض الكبريت. وتعتبر قطر من بين أكبر منتجي الكبريت عالميًا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3.4 مليون طن سنويًا.
وبموجب هذه الاتفاقية، التي بدأ تنفيذها العام الماضي، ستزود “قطر للطاقة” المغرب بـ7.5 مليون طن من الكبريت على مدى العقد المقبل، وهو ما سيسهم في دعم خطط “OCP”، الذي يطمح إلى رفع إنتاجه من الأسمدة من 15 مليون طن في 2023 إلى 20 مليون طن بحلول 2027.
خريطة واردات المغرب من حمض الكبريت
شهدت واردات المغرب من حمض الكبريت خلال العام الماضي تنوعًا في مصادر التوريد، حيث استورد 424 ألف طن من الصين، وهو مستوى مماثل لعام 2023، فيما ارتفعت الواردات من إيطاليا إلى 264 ألف طن، مستفيدة من اتفاقية توريد طويلة الأجل، مقارنة بـ19 ألف طن فقط في العام السابق.
كما سجلت بلغاريا 227 ألف طن، بزيادة ملحوظة عن 19 ألف طن في 2023، في حين بلغت الكميات المستوردة من تركيا 207,400 طن، بعد أن كانت 37 ألف طن فقط في العام السابق.
من جهتها، حققت إسبانيا 198 ألف طن، وهو أعلى مستوى منذ 2021، بينما استورد المغرب 430 ألف طن من دول شمال غرب أوروبا، أي أكثر من ضعف الكميات المسجلة في 2023. وأرجع التقرير هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على الأسمدة، حيث يُستخدم حمض الكبريت في إنتاجها.
تراجع متوقع في الواردات خلال 2025
رغم هذا النمو، يتوقع أن ينخفض استهلاك المغرب من حمض الكبريت خلال العام الجاري إلى ما بين 1 و1.1 مليون طن، أي ما يعادل نصف واردات 2024، وذلك بسبب تشغيل مرافق جديدة لحرق الكبريت تابعة لمجموعة “OCP”.
وبدلاً من الاعتماد على استيراد حمض الكبريت، يتجه المكتب الشريف للفوسفات إلى زيادة وارداته من الكبريت الخام ومعالجته محليًا عبر منشآت الحرق، خاصة في مركز الجرف الأصفر.
واجهت واردات المغرب من الكبريت الخام تحديات خلال النصف الثاني من العام الماضي، بسبب أعمال الصيانة في كازاخستان، أحد أكبر موردي الكبريت عالميًا. وأدى هذا التوقف إلى تراجع الإمدادات المغربية، حيث كانت كازاخستان المورد الرئيسي خلال النصف الأول من العام.
وبلغ إجمالي واردات المغرب من الكبريت 4.2 مليون طن خلال 2024، تصدرت كازاخستان قائمة الموردين، تليها الإمارات العربية المتحدة، حيث سجل البلدان معدل إمدادات نصف سنوي بلغ 1.3 و1.2 مليون طن على التوالي.