24 ساعة-وكالات
أفادت وكالة “رويترز” أن قناة “برس تي في“ الإيرانية أعلنت صباح اليوم الأحد 22 يونيو الجاري، أن قرار إغلاق مضيق هرمز لا يزال معلقا في انتظار موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، رغم تقارير إعلامية تحدثت عن مصادقة البرلمان على الخطوة.
وجاءت التصريحات في سياق توترات متزايدة في المنطقة، خاصة مع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل. ونقلت القناة عن النائب اسماعيل كوثري، أحد القادة في الحرس الثوري الإيراني، تأكيده أن خيار إغلاق المضيق مطروح، مشددا على أن القرار سيتخذ إذا اقتضت الحاجة.
ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية الحيوية في العالم، حيث يمر عبره أكثر من 21 مليون برميل من النفط يوميا، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال. وقد يؤدي أي تعطيل في الملاحة بهذا المضيق إلى اضطراب واسع في أسواق الطاقة والشحن الدولية.
وتزايد القلق في أوساط الشحن العالمية منذ بدء الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية يوم 13 يونيو الجاري، ما دفع شركات كبرى إلى تقليص مرور سفنها من هذا الممر البحري. كما شهدت أسعار التأمين على السفن ارتفاعا ملحوظا، تجاوز 60% خلال الأيام القليلة الماضية.
وتحذر مصادر اقتصادية من تداعيات إغلاق المضيق، إذ تعتمد الدول الخليجية الكبرى، مثل السعودية والإمارات والكويت، على هذا المعبر لتصدير نفطها إلى آسيا. كما تصدر قطر، التي تحتل موقعا رياديا في سوق الغاز الطبيعي المسال، كل إنتاجها تقريبا عبر المضيق ذاته.
ورغم تلويح طهران المتكرر بإغلاق مضيق هرمز في فترات سابقة، فإنها لم تقدم حتى الآن على تنفيذ التهديد، بالنظر إلى الأضرار المحتملة على اقتصادها وحلفائها الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الصين التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني.
ويقع المضيق بين سواحل عمان وإيران، ويصل بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا. كما يبلغ عرضه عند أضيق نقطة حوالي 33 كيلومترا، في حين لا يتجاوز عرض ممرات المرور المخصصة للسفن ثلاثة كيلومترات فقط في كل اتجاه.
وفي تقرير حديث، أكدت وكالة “بلومبرغ” أن أي إغلاق للمضيق سيؤثر سلبا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال، مشيرة إلى أن أوروبا ستواجه صدمات سعرية في حال تعثر الصادرات القطرية، التي تمثل نحو 20% من تجارة الغاز العالمية.
ويذكر أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية كانت قد أشارت سابقا إلى أن طاقة أنابيب النفط غير المستغلة في الإمارات والسعودية، والمقدرة بنحو 2.6 مليون برميل يوميا، قد تشكل بديلا مؤقتا في حال تعطل الملاحة عبر المضيق.