24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
كشف المعهد الوطني للإحصاء (INE) في إسبانيا عن بيانات مثيرة للاهتمام تلقي الضوء على التركيبة الديموغرافية لمدينة سبتة. وتظهر الإحصائيات أن اسم “محمد” يتصدر قائمة الأسماء الأكثر شيوعا بين الذكور في المدينة، حيث يحمله ما يقرب من 62 شخصا من كل 1000 من سكان سبتة.
أما بالنسبة للإناث، فيأتي اسم “فاطمة” في المرتبة الأولى، بنسبة 18 لكل 1000 امرأة. وتعكس هذه الأرقام بوضوح الامتداد الديموغرافي والثقافي الذي يربط المدينة بمحيطها المغربي.
سيادة الأسماء ذات الأصول المغربية
تظهر البيانات تفوقا واضحا للأسماء ذات الأصول المغربية في سبتة المحتلة، لا سيما بين الأجيال الشابة. فبالإضافة إلى محمد، يبرز اسم “أحمد” ضمن قائمة الأسماء الخمسة الأكثر شيوعا للذكور، بينما تظهر أسماء “سارة” و”مريم” بقوة بين الإناث.
هذا الاتجاه ليس بجديد، فمنذ السبعينيات من القرن الماضي، كان اسم “محمد” هو الأكثر استخداما للأبناء الذكور في سبتة، مما يدل على استمرارية هذا النمط الديموغرافي.
وفي العقد الحالي، تتصدر أسماء مثل “أمير”، “هارون”، “ماهر”، و”أكرم” قائمة أسماء الذكور الأكثر استخداما، بينما تتصدر “أميرة”، “مريم”، “لينا”، “صوفيا”، و”زينة” أسماء الإناث الأكثر شيوعا. وفي عام 2023، كانت الأسماء الذكورية الثلاثة الأكثر شيوعا هي “محمد” و”هارون” و”آدا”، بينما كانت الأسماء النسائية هي “مريم” و”أميرة” و”هداية”.
وتعكس هذه التغيرات في تفضيلات الأسماء ديناميكية مجتمعية مستمرة وتأثير الهجرة والتقارب الثقافي.
الأسماء التقليدية الإسبانية لا تزال حاضرة
على الرغم من تصدر الأسماء ذات الأصول المغربية، إلا أن الأسماء الإسبانية التقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها في سبتة. ويبرز اسم “فرانسيسكو خافيير” (Francisco Javier) في المرتبة الثانية بين الذكور، يليه “أنطونيو” و”مانويل”.
أما بالنسبة للإناث، تأتي “ماريا ديل كارمن” (Maria del Carmen) في المرتبة الثانية، تليها “ماريا”. وتجسد هذه الأسماء التنوع الثقافي للمدينة والتعايش بين المكونات المختلفة.
وبالمقارنة مع باقي إسبانيا، تختلف هذه الأنماط بشكل واضح. ففي عموم البلاد، تعد “ماريا ديل كارمن” و”ماريا” و”كارمن” و”آنا ماريا” و”لورا” الأسماء الأكثر شيوعا بين النساء.
أما بالنسبة للرجال، فإن “أنطونيو” و”مانويل” و”خوسيه” و”فرانسيسكو” و”ديفيد” هي الأكثر تداولا. كما أشار المعهد الوطني للإحصاء إلى وجود أسماء قديمة مهددة بالانقراض في إسبانيا، مثل “أكراسيا” و”فراترنيداد”.
دلالات ديموغرافية وثقافية
إن هذه الإحصائيات تحمل دلالات مهمة حول التركيبة السكانية لمدينة سبتة، فهي لا تظهر فقط تنامي حضور الجالية ذات الأصول المغربية، بل تبرز أيضا التداخل الثقافي العميق بين المدينة ومحيطها الجغرافي. ويمكن أن تساهم هذه البيانات في تحقيق فهم أعمق للتحولات الديموغرافية في المنطقة وتأثيرها على النسيج الاجتماعي والثقافي لمدينة سبتة.